خواني وأخواتي أحبتي في هذا المنتدى الرائع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معكم يطيب ويحلو اللقاء، وبكم يتجدد الوفاء والإخاء فأنتم غمرتموني في بحر لطفكم وذوقكم ووفائكم وأريحيتكم وأشكركم جداً جداً على رسائلكم الجميلة المطرزة بالحب والشوق والإعجاب والتي أغرقتني في بحر من السعادة والفرح.
ويسرني أحبتي ن أنشر لكم ولأول مرة وعبر هذا المنتدى الشامخ نموذجين من كلا من كتابي ( قلوب حائرة ) وكتابي ( هي وهو ) اللذين سيصدران قريباً جداً بإذن الله وقد أحببت أن أهديكم هذين النموذجين هدية حصرية مني إليكم .
نظراً لسؤالكم عن محتوى هذين الكتابين ؟؟
فأرجو منكم أحبتي قبول هديتي ..
وإلى لقاء يتم بيننا أترككم برعاية الله وحفظه وكل عام وأنتم بخير ...
___ ___ ___
من كتابي ( قلوب حائرة )
تأليف: فهد شباب الحربي
«زائر الليـــــــــــــــــــــــــــــل»
الأستاذ /فهد الحربي
لقد أحببت شاباً،بادلني الحب،واتفقنا على مفاتحة أهلينا بموضوع زواجنا،بعد تخرجه من الجامعة وتخرجي أنا أيضاً من الجامعة العام القادم،وكان حبنا يزداد ويكبر مع الأيام،وفي ذات ليلة طلب مني أن يراني لأول مرة فوافقت بعد تردد على أن يكون اللقاء من بعيد،وأمام منزلنا،ولم يستمر اللقاء سوى لحظات عاد بعدها ليتصل بي ويعرب لي عن إعجابه الشديد بشخصيتي وجمالي ويهمس في أذني:أنت أجمل فتاة رأتها عيناي،ومرت الأيام ونحن نستعد للامتحانات،ونترقب النجاح،ونخطط للمستقبل،إلى أن جاءت تلك الليلة المشؤومة فطلب مني أن يراني ثانية وفي المكان نفسه،وكان الوقت متأخراً،وفيما نحن نتبادل النظرات والابتسامات أمام باب شقتنا...وصل أخي..وسمعنا وقع خطواته ومن شدة خوفي وارتباكي أدخلته غرفتي..وإذا بأخي يصل وكل نظراته شك وحقد، وقد بقي حبيبي بعض الوقت بغرفتي إلى أن نام الجميع..
ثم خرج بهدوء تحت جنح الظلام،دون أن يلمسني أو حتى يقترب مني لقد كانت المرة الأولى والأخيرة،وفيما حبيبي يخرج من باب منزلنا الرئيسي شاهده أخي من الشرفة ثم جاء إلي يهددني ويتوعدني،ويتهمني بشرفي
ثم أخبر أبي وأمي وعمل منها فضيحة كبرى،هزت البيت من أساسه،وزلزلت الأرض تحت قدمي..وبدأ التحقيق والتعذيب والإذلال..وسحبوني من شعري إلى الطبيب الذي أكد لهم أني عذراء .. لم يلمسني أو يمسني إنسان، ولكن ذلك لم يشفع لي عندهم، فقد حرموني من إكمال تعليمي، وفرضوا علي العيش في ]زنزانة[ منفردة.أما حبيبي الذي ضحيت بنفسي لإنقاذه فقد اختار النجاة بنفسه،ولم يسأل عني،وفشلت كل محاولاتي للاتصال به،ويبدو أنه قد غير رقم جواله، بعد معرفة أهله بقصتنا،وتهديد أبي وإخواني له بالقتل،
إن أبي لم يغفر لي غلطتي،وأخواتي يحتقرونني،وإخواني دائماً ما يسبوني ويشتموني،أني أكاد الآن يا أستاذي أصاب بالانهيار أو الجنون..وأحاول دائماً أن أتخلص من نفسي..فلماذا...؟ولمن أعيش..؟!
ليتك تتبناني يا فهد، حتى تنتشلني من بئر الحرمان والأحزان التي رموني فيها وتنقذني من سجني الرهيب.ليتني أختك فكم كنت أتمنى أن يكون لي أخ مثلك يفهمني..يسامحني يحبني أو على الأقل يعاملني كما يعامل محبيه،ليت شخصية والدي مثل شخصيتك فوالدي سامحه الله يصمت عن إخواني الذين يرتكبون أفظع الأخطاء فيسامحهم،ويسمع عن مغامراتهم، استهتارهم،خداعهم لبنات الناس فيشجعهم،ويغمض عينيه عنهم،ويرفض أي شكوى تأتيه عنهم،بل ويدافع عنهم،كما دافع عن أخي الذي يدعي مخافة الله وقربه منه والذي فجر الفضيحة،عندما غرر بصديقتي وتخلى عنها، وسلب منها شرفها عندما كانت خطيبته.
على فكرة...أن غموضك يحيرني، كما يحير جميع صديقاتي الذين يحبون كتاباتك..وقصائدك..؟فمن أنت بالضبط..هل أنت متزوج أم أعزب..؟؟!،وكم عمرك..؟ليتني أعرفك أكثر..أو أسمع صوتك..أو على الأقل اقرأ ردك..وأعرف رأيك،قبل أن أودع الحياة،فهل اعتبرت حالتي خطيرة وعاجلة كما يفعلون بالمستشفيات وسامحني مرة أخرى على جرأتي فأنا متعبة يائسة..احتضر،وأنت الراحة والأمل والطبيب المنقذ.كما إني سأنتظر ردك على صندوق البريد المدون على المظروف وهو ]ص.ب[ لإنسانة صديقة وعزيزة
وأمينة.. أمينة. أمينة .. فأرجوك لا تبخل علي بالرد بأقصى سرعة ممكنة وتقبل مني الشكر والحب ..
أم الحــــــرمان
___ ___ ___
( الـــرد )
أختي وعزيزتي أم الحــــــرمان
إن الحب عطية من عطايا السماء،وسر من أسرار الحياة،وحقيقة من حقائق الوجود يولد في قلوب ونفوس المحبين أحاسيس ومشاعر متبادلة،وقوى خفية تجذب أحدهما للآخر وتصهرهما معاً،عاطفياً وفكرياً وروحياً،وجسدياً،وتجعل منهما جسداً وروحاً واحداً،يستحيل التفريق بينهما إلا بالموت،والحب ليس حلماً أو وهماً،أو إثما كما يحاول أن يصوره بعض العتاة ممن يعيشون في الظلام،ولا يرون أبعد من أنوفهم،وقد أعماهم الجهل فأفقدهم الرؤية الصحيحة،فتحجرت قلوبهم،وعقولهم،وأصبحت ككتلة من الصخر،فماتوا وهم أحياء ودفنوا أنفسهم في الحياة ولسان حالهم يقول : «ما فيه أحد أحسن منا» أو كما يفعل شقيقك وأمثاله ممن يرتدون أقنعة الاستقامة ويمثلون أدوار حماة الشرف والفضيلة والأخلاق أمام الناس وفي البيت.
وفي الخفاء يتحولون إلى سفاحين ينحرون الشرف والفضيلة،وذئاب مسعورة ينهشون أعراض الناس بمباركة وتشجيع بعض الآباء أمثال والدك الذي نسي..؟ أو تناسى..؟ أنه أب ولديه بنات،وأنه سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.
ما من شك يا أختي العزيزة إنك أخطأت كثيراً بالموافقة على لقاء محفوف بالمخاطر في زمان ومكان غير مناسبين..،كما أخطأت أكثر بإدخاله إلى غرفتك،وأخطأ هو أكثر فأكثر في إلحاحه على رؤيتك في مثل تلك الساعة المتأخرة من الليل،فمثل هذا التصرف الأحمق،لا يقدم عليه شاب عاقل.. شريف وجامعي مثقف،وحبيب مخلص يحافظ على حبيبته،ويحميها من كلام الناس ويبعد عنها الشبهات والمشاكل،ولا توافق عليه فتاة شريفة تخاف الله و تحافظ على سمعتها وتحترم نفسها وتصون شرفها وكرامتها وكرامة أهلها،ورغم أن لا عذر لكما فيما أقدمتما عليه،فإن العقاب كان شديداً جداً..؟ولا يتناسب أبداً مع حجم الخطأ،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تخلف وجهل الأهل،الذين كان عليهم تحكيم العقل والعدل واستعمال الرحمة والحكمة،بدلاً من قوة العضلات ولغة السياط،وقد كان ذلك خطأ وتقصير الوالد بالدرجة الأولى فهو قد تخلى عن دور الأب..الطيب..العادل،وقام بدور السجان والجلاد الظالم فلم يحاول معرفة الحقيقة،ولا سمح لك بالدفاع عن نفسك،بينما المفروض فيه وفي كل أب مثله،أن يكون عادلاً وحكيماً وحليماً،وأن تكون علاقته بأفراد أسرته مبنية على الثقة والصراحة والمحبة والاحترام،لا على الشك والخوف والكراهية والإرهاب.كما كان عليه أن يدعو الشاب،ويتفاهم معه على التقدم لك،وإعلان خطوبتكما رسمياً،بدلاً من تهديده بالقتل وإثارة الفضائح.ولكن أين منطق العدل..؟ولغة الحوار، والعقل، والثقة، والصراحة، والمحبة بين الأهل..؟ففاقد الشيء لا يعطيه.
بل أين فارس الأحلام،الشجاع،المقدام ]زائر الليل[ ،الذي لم يتقدم فيطلب يدك،ويحاول حمايتك وإنقاذك،حتى لو كلفه الأمر حياته أليس هو الآخر ]صورة – نسخة[ مشوهة من شقيقك ووالدك.
أنه حظك يا عزيزتي،أن تكوني ضحية من ضحايا الجهل والتخلف والظلم والجبن وليس أمامك سوى اللجوء إلى عدالة رب السموات والأرض،بالصلاة،بالإيمان،بالدعاء والصبر والأمل بالفرج القريب فأبواب السماء مفتوحة وصلاة المؤمن مقبولة،ودعوته مستجابة وما من يد إلا ويد الله عز وجل فوقها.
إني أصلي دائماً في مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأدعو لكل ضحية جار عليها الزمن وظلمها الإنسان مثلك،وقلبي معك،وليتني استطيع تحقيق رغبتك في أن تكوني ابنتي فذلك يشرفني صدقيني.
وأتمنى أن يشعر الحبيب الهارب بمشكلتك ويحس بآلامك، ويسارع إلى إنقاذك،ولن يكون وحده أبداً وسوف يجدني إلى جانبه،أمهد له الطريق وأفتح أمامه الأبواب المغلقة.أما إن لم يتصل أو يتقدم لك،فحاولي تزويدي بالمعلومات الضرورية عنه وعن قصتك الكاملة معه بإرسالها إليّ بريدياً،وأعدك ببذل كل جهد لتغير نظرة أهلك نحوك،والتخفيف عنك،وإعادة حقوقك وكرامتك لك مهما كلفني الأمر من جهود وتضحيات .. وشكراً على الكلام الجميل.وإطرائك الزائد لي وثقتك الغالية ومشاعرك النبيلة مع أطيب تحياتي،،،
فهد الحــربي
___ ___ ___
«طــــــــــــــــــــريق الفساد»
الأستاذ /فهد الحربي
بداية أحب أن أهديك السلام ممزوجاً برائحة أخاذة من عبير الورود وأريج الزهور،وأشكرك من كل قلبي على كل الخدمات الجليلة التي تقدمها للإنسانية،وعلى هذه الروائع التي تتحفنا بها دائماً ودوماً من قصائد وخواطر غرامية وغزلية وبالفعل الحب وحده لا يعرفه سوى (فهد الحربي).ولكنني أتساءل..؟هل فعلاً أن كل هذه الخواطر والقصائد وحل المشاكل يقوم بها مجموعة من الأدباء والمثقفين والباحثين الاجتماعين ، كما يقول ويدعي البعض..؟لا أحب أن أطيل عليك وسأبدأ مشكلتي بكل اختصار.
لم أتوقع أبداً أن يأتي يوم أجد فيه نفسي أشلاء محطمة، في هاوية سحيقة والذين رموني فيها يسمعون صراخي وأنيني، ويرونني احتضر..؟ فلا تأخذهم شفقة أو رحمة بضحيتهم.. ولا يتحرك لهم قلب أو ضمير.
لقد ابتليت كمثيلاتي من الضحايا بعادات وتقاليد لا تسمح للفتاة برؤية الشاب إلا في ليلة الزفاف،وقد شاء قدري أن أعشق الحرية منذ ولادتي،فقد رضعتها مع حليب أمي وعرفتها في كتبي ودفاتري وأوراقي،ورأيتها في أحلامي،وفي الكثير من وسائل الأعلام،وتمنيت ممارستها كحق من حقوقي،فتحطمت أحلامي وأمنياتي وراء الجدران،والقضبان،في سجن كبير يسمونه (عادات وتقاليد)،كل من تجرؤ على النظر من النافذة المطلة على الحياة،أو تحاول الخروج من الباب تعتبر مجرمة!هاربة من العدالة!خارجة من القانون!!المعذرة يا أخ فهد لهذه المقدمة الموجزة والأكثر من ضرورية لكشف الستار عن ما وراء الأبواب من أسرار،
أما مشكلتي فقد بدأت وأنا في الثامنة عشرة من عمري، حيث أرغموني على الزواج من قريب لي لا يملك من صفات الرجولة ومحاسن الأخلاق سوى الاسم والنفاية...؟! فرفضت بكيت، صرخت، قاومت.دون جدوى..،فاتهموني بالوقاحة،وقلة الأدب،وسحبوني من شعري وأعلنوا زواجي دون علمي،ثم نقلوني من السجن الكبير إلى الزنزانة الصغيرة وتركوني مع وحش لا يميز بين المرأة والفريسة،لقد عشت معه ثلاث سنوات في أكذوبة كبرى يسمونها الحياة الزوجية وعرفته على حقيقته كأحقر وأسفل وأنذل ما خلق الله بين البشر والحيوانات لجأت بعدها إلى أهل أشكي معاناتي وأبكي،فأغلقوا جميع الأبواب بوجهي وتخلوا عني بحجة أن طلاقي يجلب الفضيحة والعار للعائلة.وهناك وجدت نفسي وحيدة،يائسة،وقررت الانتقام من الجميع،بادئة رحلتي على طريق (الخطيئة و الفساد) اخدع هذا وأكذب على ذاك،إلى أن وقعت في حب أحدهم .. وشعرت لأول مرة بشيء اسمه الحب، ولكن عقدة الشعور بالاضطهاد، والرغبة بالانتقام كانتا أقوى مني فتركته إلى آخر... رغم حبي له،وتوسلاته بالعودة إليه.
وفي لحظة تأمل(؟) تذكرت طفلي البريئين،وفكرت في مصيرهما وأنا أغوص في مستنقع من الوحل،بين تماسيح من كل الأنواع والأحجام وعرفتك من بعيد وسمعت عنك بأنك تنتشل وتنقذ كل من ظلمة الأهل وجار عليه الدهر من الهلاك،فأسرعت إليك طالبة النجاة.فأرجوك خذ بيدي وأنقذني قبل فوات الأوان.
الجانية / أم سمير
___ ___ ___
( الـــرد )
سيدتي العزيزة/أم سمير
تسأليني كيف أكتب هذه الروائع..؟ ومن أين بي كل هذا الإلهام .. ؟ وتقولين : أن الحب لم يعرفه أحد سواي ..؟ وقد نسيت أو تناسيت قراءة مقدمة رسالتك أو بالأحرى قراءة الخاطرة المرفقة التي لم يبقى شيء من جمال الدنيا إلا وجعلته شبيها لي ، فبعد كل الجمال التي أغرقتني به تتساءلين : من أين لك هذا ..؟؟ وجميع من يكتب بمثل أسلوبك هم مصدر ألهامي .
أما فهد الحربي فهو ليس مجموعة من الحكماء والأدباء والباحثين كما يعتقد أو يظن البعض،فأنا إنسان أنعم الله عز وجل عليه بالحكمة في عقله،والخير في نفسه والإيمان والحب في قلبه،وبقيت أنا كما أنا (أحب لغيري ما أحب لنفسي)
أما مشكلتك أختاه، فقد بحت أصواتنا ونحن نصرخ في الأذان الصماء محذرين من التمادي في استضعاف المرأة والاستهانة بها، والإساءة إليها والإمعان في تجاهلها وإذلالها وحرمانها من كل أو بعض حقوقها الإنسانية والتنكر لدورها الأساسي في بناء الأسرة والمجتمع والوطن.كما تعبت أيدينا وجفت أقلامنا من الكتابة ومطالبة أولياء الأمور،والآباء والأمهات بإعادة النظر في بعض العادات والتقاليد البالية،والتخفيف من الضغوط القاسية التي يمارسونها على فلذات أكبادهم،لإرغامهم على الزواج أو اتخاذ مواقف معينة
لا تنسجم مع مشاعرهم أو مع طبيعة تفكيرهم ونظرتهم للحياة.ولكن لا حياة لمن تنادي .. ؟
فلا الصم يسمعون،ولا العميان يبصرون،والنتيجة واحدة،فكثرة الضغط تولد الانفجار.والانتقام الأعمى،كانتقامك يؤدي إلى الانحراف ،والخاسر الأكبر هو الشرف وهنا يتساوى الكبار والصغار (الجناة والضحايا) في الخسارة،وقد آن الأوان،لرفع هذا الظلم عن المرأة ككل،سواء كانت فتاة قاصر،أو بالغة لسن الرشد أو مطلقة،أو أرملة،ومنع الزواج بالإكراه،بكل أشكاله وصوره،تحت طائلة العقاب والإلغاء،وتكفينا شريعتنا الإسلامية السمحاء لتطبيق الشرع والقانون بحق المخالفين وتحقيق العدالة والمساواة للجميع بدون استثناء.وهنا يأتي دور المشائخ والدعاة والمصلحين والمثقفين من الجنسين فاليد الواحدة لا تصفق.ولا بد من توحيد الكلمة والقيام بمحاولات جماعية جادة،و بذل جهود حثيثة في سبيل تحقيق توعية شاملة،يتم من خلالها استعمال لغة الحوار والإقناع بين الكبار والصغار،الآباء والأبناء بدلاً من لغة العضلات والإكراه،فنحن في العام 2010 لا في الجاهلية،حيث لا مكان للمتخلفين والمعقدين.أما الانتقام الأعمى كانتقامك، فهو سلاح الضعفاء والجبناء،إضافة إلى أنه سلاح ذو حدين،غالباً ما يرتد إلى صدر صاحبه فيصيب منه مقتلاً كما حصل معك.
فأنت سيدتي العزيزة قد أخطأت جداً،وظلمت نفسك أكثر من ظلم أهلك وزوجك لك،فأنت بسلوكك وسيرك إلى طريق الفساد ورغبتك العمياء بالانتقام،قد نسيت أو تناسيت وجود الله جل وعلا الذي يحاسب ويعاقب الخاطئ،وينتقم من الظالم،ويغفر للتائب فخسرت نفسك وماذا ينفع الإنسان أختاه لو ربح العالم كله وخسر نفسه.
جميل جداً سيدتي أن تتذكري طفليك البريئين،وأنت تغوصين في ذلك المستنقع الآسن،ولكن الأجمل هو أن تتذكري الله عز وجل الذي بيده وحده الحياة والموت وهلاك الجسد والروح معاً وتعودي إليه تائبة..، نادمة..، مستغفرة..، نظيفة..، طاهرة..، عفيفة..، قبل أن ينتهي بك المطاف في جحيم نارها لا تنطفئ،حيث لا استطيع لا أنا ولا غيري إنقاذك،ولا ينفع عندئذ ندم أو بكاء.وهذه يدي ممدودة إليك،وها هو قلبي مفتوح لك،ويد الله معنا فلا تترددي أو تتأخري لحظة واحدة بالعودة إلى طريق الشرف والفضيلة والاستقامة،ودعي الانتقام لرب الأنام،وشكراً سيدتي العزيزة على ثقتك الغالية.
فهد الحــربي
___ ___ ___
«كل الجمال نعمة إلا جمالي نقمة!»
الأستاذ /فهد الحربي
أعذرني لأنني لا أدري كيف أعبر لك عن إعجابي الشديد وتقديري الكبير واحترامي العظيم لشخصك الكريم،فأنت أكبر من كل كلام في أعين وقلوب وعقول محبيك ومعجبيك الكثر الذين يجدون في كلامك نور الأمل الذي يضيء أمامهم طريق المستقبل والحياة.
وها أنا أستاذي الكريم ألجأ إليك وأستغيث بك بعد أن فقدت الثقة بنفسي،والأمل بأقرب المقربين إليّ.
فأنا طالبة جامعية أبلغ ال 21 من عمري،صورة طبق الأصل من أمي .. والوحيدة المختلفة الشكل بين أفراد الأسرة.شقراء الشعر.. وردية الوجه .. عينان بلون السماء الزرقاء.. رشيقة القوام.. في غاية الجمال واللطف والذوق، وهنا تكمن مشكلتي، فشباب الأسرة من أبناء أعمامي وعماتي يتغزلون بسحر جمالي وشعري وعيني.. ويتنافسون على الفوز بإعجابي وقلبي!؟ .. ويتسابقون على الإيقاع بي وافتراسي،والفتيات يكرهنني،ويحسدنني،ويتعمدن الإساءة إليّ وتشويه صورتي أمام القريب والغريب،كل ذلك يحدث وأنا صامتة،صابرة، إني يا أستاذي لم أسلم من ألسنة البعض من صديقاتي بسبب جمالي وشياكتي، ولا نجوت من تعليقاتهم السخيفة، ونظراتهم غير البريئة التي أخذت تطاردني في كل مكان،حتى بت أشعر بكراهية كبيرة لنفسي،وأتمنى لو كنت قبيحة الشكل،فلا أجد نفسي مطاردة بعبارات الغزل من هنا،أو محاصرة بنظرات الحسد من هناك!..
وأخيراً لم أجد مفراً من مراجعة طبيب نفسي علني أجد الراحة التي أفتقدها، وقد ساعدني ذلك على معايشة الواقع، والتكيف مع الجو الجديد، بفضل مواساة والديَّ ووقوفهما إلى جانبي.ولكن المشكلة المستعصية؟.. والمصيبة الكبرى؟.. تبقى في (الفيتو) الذي وضعته زوجة عمي على زواج إبنها مني،لنفس الأسباب،فهي حسب قولها لا تريد فتاة (شقراء الشعر؟.. حمراء الوجه؟.. زرقاء العينين) في بيتها!؟؟.. ماذنبي أنا إذا كان أبي قد أحب وتزوج أمي؟!.. بل ما ذنبي إذا كان الله جل جلاله قد خلقني مثلها؟!.. وأكرمني بشيء من جمالها؟!.. حتى أعاقب بالنبذ والحرمان،وأحارب بالإشاعات والافتراءات،فهل يكون الجمال نعمة لغيري،ونقمة عليّ ولماذا؟ وهل عليّ أن أحلق،أو أحرق شعري،وأصبغ وجهي،وأخفي عيني بالعدسات اللاصقة،حتى أعجب وأرضى أم وأخوات حبيبي،وزوجات وبنات أعمامي وعماتي،وأحمي نفسي من معاكسات ومغازلات شباب الأسرة؟!إنني حزينة على نفسي،وعلى أمي المسكينة التي تتعذب من أجلي،ورغم كل عواصف الحقد والشر والحسد والغيرة التي تثار ضدنا،والمكائد التي تدبر للتفريق بيني وبين حبيبي،فإني أحبهم وأحترمهم،ومؤمنة بحكمة الله في خلقه،وواثقة من انتصار الحب والخير والحق والعدل في النهاية،طالما أن في الدنيا أشخاصاً أمثالك يعملون الخير وأخيراً تقبل خالص شكري وتقديري وكل حبي واحترامي.
تلميذتك: ليلى
___ ___ ___
( الـــرد )
آنستي الجميلة
بكل الإعزاز والاحترام أبادلك مشاعرك النبيلة،وأشكرك على شهادتك القيمة التي أعتبرها وسام شرف أعتز به،وكل أمنيتي أن تدوم المحبة والثقة بيني وبين جميع أحبتي القراء الأعزاء بدوام الحياة.
لا يا عزيزتي،وألف لا،فالجمال لا يمكن أن يكون نقمة إلا إذا انحرف بصاحبه عن جادة الفضيلة والشرف والصواب،واستعمل كوسيلة لتحقيق غايات ومقاصد شريرة،ونوايا سيئة ومآرب دنيئة،من شأنها إغضاب الله،وإلحاق الأذى والضرر بالغير،أو إذا كان صاحب النعمة،لا يعرف قيمتها،.فيعتبرها حملاً ثقيلاً عليه،ويتمنى زوالها،في حين يحسده الآخرون عليها،ويموتون غيظاً وغيرة وحسداً منه،وإني أكاد لا أصدق أن فتاة جميلة،وجامعية مثلك تخجل بجمالها،وتخشى نظرات الإعجاب،وتتمنى أن تكون قبيحة،لا لشيء إلا لكون قريباتها وزميلاتها يحسدنها على هذا الجمال الذي أنعم الله عليها به،وحرمهن منه،بدلاً من أن يغمرها الشعور بالسعادة،إن لم نقل بالغرور،اللهم إلا إذا كنت مختلفة عن معظم بنات حواء اللواتي يمضين أكثر أوقاتهن أمام المرآة،وأنصاف أعمارهن في صالونات التجميل،من أجل الظهور بأجمل صورة تلفت الأنظار،أو على الأقل بصورة أجمل من الأصل!!..
لا .. لا ياعزيزتي لا تخجلي بجمالك،ولا تعتزلي الناس وتنطوي على نفسك،بل ارفعي رأسك عالياً،وابتسمي للحياة فتبتسم لك،وواجهي نظرات وكلمات الإعجاب باللامبالاة،دون أن تسمحي للذئاب بالاقتراب منك، أما الكارهات. الحاسدات. المحرومات من نعمة الجمال .. اللواتي ينفثن سمومهن،وينفسن عن أحقادهن (بالثرثرة) والافتراءات،فدعيهن يمتن في غيظهن وحسدهن منك .. فالحسود يموت بحسده،والشرير بشره.وبدلا من الشعور بالنقص والخوف والخجل والإحباط، واللجوء إلى الأطباء.. فليكن لديك الإيمان بالله، والثقة بالنفس، وقوة الشخصية والإرادة والقدرة على الاعتزاز بجمالك دون غرور، ومواجهة حسادك دون إثارة.وممارسة حياتك الطبيعية دون عقد.والحمد والشكر لله على نعمته.
أما (فيتو) زوجة عمك على زواج ابنها منك؟.. وكراهيتها هي وبناتها لك، لا لشيء، إلا لكونك جميلة، فهو مدعاة للسخرية، ودليل على أنهن مريضات بالحقد والقبح المزمنين، ولا شفاء لهن منهما، إلا بالقليل من العقل والضمير، والكثير من جمال الروح والأخلاق والإنسانية.
ونصيحتي لك هي بعدم الارتباط بابنها إلا إذا كان رجلاً شهماً وفارساً مقداماً بكل معنى الكلمة، له كلمته وشخصيته وقادر على الدفاع عن حقه وحريته وحبه وحماية حبيبة اليوم وزوجة المستقبل من ألسنة العقارب والأفاعي، وأنياب الوحوش والذئاب.وإلا فهو (ابن أمه) ولا يستحق حبك، واحترامك وثقتك وتضحياتك، ولا هو بفارس أحلام، ولا أسف عليه وعلى أمثاله،فلتزوجه أمه (واحدة) من طينتها على شاكلتها.
أنت وردة جميلة رائعة شاء الحظ،أو القدر،أن يرميك بين أشواك قبيحة،سامة.تحاول الالتفاف عليك وخنقك، غيرة وحسداً منك، و لالن يفيدك أبداً حلق أو إحراق شعرك،ولا صبغ وجهك وإخفاء عينيك،فالورود ستظل وروداً،والأشواك أشواكاً،يستحيل التعايش بينها.كما يستحيل التعايش بين الظبية والذئب، والحمامة والأفعى؟!..
إن قربك من الله سبحانه وتعالى يمنحك القوة والمناعة،والعلم يمنحك الحكمة والمعرفة، فتمسكي بالله بكل قوتك وواصلي دراستك حتى النهاية، فالإيمان يحفظك ويحميك،والعلم يزيدك جمالاً على جمال،فاطردي الكآبة والحزن والخوف والخجل من حياتك،وافتحي الأبواب للبسمة والفرح والثقة بالنفس والحب،وسوف تجدينني إلى جانبك كلما كنت بحاجة إلي وشكراً مرة أخرى على لطفك،مع كل الحب والاحترام وأطيب التحيات والأمنيات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معكم يطيب ويحلو اللقاء، وبكم يتجدد الوفاء والإخاء فأنتم غمرتموني في بحر لطفكم وذوقكم ووفائكم وأريحيتكم وأشكركم جداً جداً على رسائلكم الجميلة المطرزة بالحب والشوق والإعجاب والتي أغرقتني في بحر من السعادة والفرح.
ويسرني أحبتي ن أنشر لكم ولأول مرة وعبر هذا المنتدى الشامخ نموذجين من كلا من كتابي ( قلوب حائرة ) وكتابي ( هي وهو ) اللذين سيصدران قريباً جداً بإذن الله وقد أحببت أن أهديكم هذين النموذجين هدية حصرية مني إليكم .
نظراً لسؤالكم عن محتوى هذين الكتابين ؟؟
فأرجو منكم أحبتي قبول هديتي ..
وإلى لقاء يتم بيننا أترككم برعاية الله وحفظه وكل عام وأنتم بخير ...
___ ___ ___
من كتابي ( قلوب حائرة )
تأليف: فهد شباب الحربي
«زائر الليـــــــــــــــــــــــــــــل»
الأستاذ /فهد الحربي
لقد أحببت شاباً،بادلني الحب،واتفقنا على مفاتحة أهلينا بموضوع زواجنا،بعد تخرجه من الجامعة وتخرجي أنا أيضاً من الجامعة العام القادم،وكان حبنا يزداد ويكبر مع الأيام،وفي ذات ليلة طلب مني أن يراني لأول مرة فوافقت بعد تردد على أن يكون اللقاء من بعيد،وأمام منزلنا،ولم يستمر اللقاء سوى لحظات عاد بعدها ليتصل بي ويعرب لي عن إعجابه الشديد بشخصيتي وجمالي ويهمس في أذني:أنت أجمل فتاة رأتها عيناي،ومرت الأيام ونحن نستعد للامتحانات،ونترقب النجاح،ونخطط للمستقبل،إلى أن جاءت تلك الليلة المشؤومة فطلب مني أن يراني ثانية وفي المكان نفسه،وكان الوقت متأخراً،وفيما نحن نتبادل النظرات والابتسامات أمام باب شقتنا...وصل أخي..وسمعنا وقع خطواته ومن شدة خوفي وارتباكي أدخلته غرفتي..وإذا بأخي يصل وكل نظراته شك وحقد، وقد بقي حبيبي بعض الوقت بغرفتي إلى أن نام الجميع..
ثم خرج بهدوء تحت جنح الظلام،دون أن يلمسني أو حتى يقترب مني لقد كانت المرة الأولى والأخيرة،وفيما حبيبي يخرج من باب منزلنا الرئيسي شاهده أخي من الشرفة ثم جاء إلي يهددني ويتوعدني،ويتهمني بشرفي
ثم أخبر أبي وأمي وعمل منها فضيحة كبرى،هزت البيت من أساسه،وزلزلت الأرض تحت قدمي..وبدأ التحقيق والتعذيب والإذلال..وسحبوني من شعري إلى الطبيب الذي أكد لهم أني عذراء .. لم يلمسني أو يمسني إنسان، ولكن ذلك لم يشفع لي عندهم، فقد حرموني من إكمال تعليمي، وفرضوا علي العيش في ]زنزانة[ منفردة.أما حبيبي الذي ضحيت بنفسي لإنقاذه فقد اختار النجاة بنفسه،ولم يسأل عني،وفشلت كل محاولاتي للاتصال به،ويبدو أنه قد غير رقم جواله، بعد معرفة أهله بقصتنا،وتهديد أبي وإخواني له بالقتل،
إن أبي لم يغفر لي غلطتي،وأخواتي يحتقرونني،وإخواني دائماً ما يسبوني ويشتموني،أني أكاد الآن يا أستاذي أصاب بالانهيار أو الجنون..وأحاول دائماً أن أتخلص من نفسي..فلماذا...؟ولمن أعيش..؟!
ليتك تتبناني يا فهد، حتى تنتشلني من بئر الحرمان والأحزان التي رموني فيها وتنقذني من سجني الرهيب.ليتني أختك فكم كنت أتمنى أن يكون لي أخ مثلك يفهمني..يسامحني يحبني أو على الأقل يعاملني كما يعامل محبيه،ليت شخصية والدي مثل شخصيتك فوالدي سامحه الله يصمت عن إخواني الذين يرتكبون أفظع الأخطاء فيسامحهم،ويسمع عن مغامراتهم، استهتارهم،خداعهم لبنات الناس فيشجعهم،ويغمض عينيه عنهم،ويرفض أي شكوى تأتيه عنهم،بل ويدافع عنهم،كما دافع عن أخي الذي يدعي مخافة الله وقربه منه والذي فجر الفضيحة،عندما غرر بصديقتي وتخلى عنها، وسلب منها شرفها عندما كانت خطيبته.
على فكرة...أن غموضك يحيرني، كما يحير جميع صديقاتي الذين يحبون كتاباتك..وقصائدك..؟فمن أنت بالضبط..هل أنت متزوج أم أعزب..؟؟!،وكم عمرك..؟ليتني أعرفك أكثر..أو أسمع صوتك..أو على الأقل اقرأ ردك..وأعرف رأيك،قبل أن أودع الحياة،فهل اعتبرت حالتي خطيرة وعاجلة كما يفعلون بالمستشفيات وسامحني مرة أخرى على جرأتي فأنا متعبة يائسة..احتضر،وأنت الراحة والأمل والطبيب المنقذ.كما إني سأنتظر ردك على صندوق البريد المدون على المظروف وهو ]ص.ب[ لإنسانة صديقة وعزيزة
وأمينة.. أمينة. أمينة .. فأرجوك لا تبخل علي بالرد بأقصى سرعة ممكنة وتقبل مني الشكر والحب ..
أم الحــــــرمان
___ ___ ___
( الـــرد )
أختي وعزيزتي أم الحــــــرمان
إن الحب عطية من عطايا السماء،وسر من أسرار الحياة،وحقيقة من حقائق الوجود يولد في قلوب ونفوس المحبين أحاسيس ومشاعر متبادلة،وقوى خفية تجذب أحدهما للآخر وتصهرهما معاً،عاطفياً وفكرياً وروحياً،وجسدياً،وتجعل منهما جسداً وروحاً واحداً،يستحيل التفريق بينهما إلا بالموت،والحب ليس حلماً أو وهماً،أو إثما كما يحاول أن يصوره بعض العتاة ممن يعيشون في الظلام،ولا يرون أبعد من أنوفهم،وقد أعماهم الجهل فأفقدهم الرؤية الصحيحة،فتحجرت قلوبهم،وعقولهم،وأصبحت ككتلة من الصخر،فماتوا وهم أحياء ودفنوا أنفسهم في الحياة ولسان حالهم يقول : «ما فيه أحد أحسن منا» أو كما يفعل شقيقك وأمثاله ممن يرتدون أقنعة الاستقامة ويمثلون أدوار حماة الشرف والفضيلة والأخلاق أمام الناس وفي البيت.
وفي الخفاء يتحولون إلى سفاحين ينحرون الشرف والفضيلة،وذئاب مسعورة ينهشون أعراض الناس بمباركة وتشجيع بعض الآباء أمثال والدك الذي نسي..؟ أو تناسى..؟ أنه أب ولديه بنات،وأنه سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.
ما من شك يا أختي العزيزة إنك أخطأت كثيراً بالموافقة على لقاء محفوف بالمخاطر في زمان ومكان غير مناسبين..،كما أخطأت أكثر بإدخاله إلى غرفتك،وأخطأ هو أكثر فأكثر في إلحاحه على رؤيتك في مثل تلك الساعة المتأخرة من الليل،فمثل هذا التصرف الأحمق،لا يقدم عليه شاب عاقل.. شريف وجامعي مثقف،وحبيب مخلص يحافظ على حبيبته،ويحميها من كلام الناس ويبعد عنها الشبهات والمشاكل،ولا توافق عليه فتاة شريفة تخاف الله و تحافظ على سمعتها وتحترم نفسها وتصون شرفها وكرامتها وكرامة أهلها،ورغم أن لا عذر لكما فيما أقدمتما عليه،فإن العقاب كان شديداً جداً..؟ولا يتناسب أبداً مع حجم الخطأ،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تخلف وجهل الأهل،الذين كان عليهم تحكيم العقل والعدل واستعمال الرحمة والحكمة،بدلاً من قوة العضلات ولغة السياط،وقد كان ذلك خطأ وتقصير الوالد بالدرجة الأولى فهو قد تخلى عن دور الأب..الطيب..العادل،وقام بدور السجان والجلاد الظالم فلم يحاول معرفة الحقيقة،ولا سمح لك بالدفاع عن نفسك،بينما المفروض فيه وفي كل أب مثله،أن يكون عادلاً وحكيماً وحليماً،وأن تكون علاقته بأفراد أسرته مبنية على الثقة والصراحة والمحبة والاحترام،لا على الشك والخوف والكراهية والإرهاب.كما كان عليه أن يدعو الشاب،ويتفاهم معه على التقدم لك،وإعلان خطوبتكما رسمياً،بدلاً من تهديده بالقتل وإثارة الفضائح.ولكن أين منطق العدل..؟ولغة الحوار، والعقل، والثقة، والصراحة، والمحبة بين الأهل..؟ففاقد الشيء لا يعطيه.
بل أين فارس الأحلام،الشجاع،المقدام ]زائر الليل[ ،الذي لم يتقدم فيطلب يدك،ويحاول حمايتك وإنقاذك،حتى لو كلفه الأمر حياته أليس هو الآخر ]صورة – نسخة[ مشوهة من شقيقك ووالدك.
أنه حظك يا عزيزتي،أن تكوني ضحية من ضحايا الجهل والتخلف والظلم والجبن وليس أمامك سوى اللجوء إلى عدالة رب السموات والأرض،بالصلاة،بالإيمان،بالدعاء والصبر والأمل بالفرج القريب فأبواب السماء مفتوحة وصلاة المؤمن مقبولة،ودعوته مستجابة وما من يد إلا ويد الله عز وجل فوقها.
إني أصلي دائماً في مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأدعو لكل ضحية جار عليها الزمن وظلمها الإنسان مثلك،وقلبي معك،وليتني استطيع تحقيق رغبتك في أن تكوني ابنتي فذلك يشرفني صدقيني.
وأتمنى أن يشعر الحبيب الهارب بمشكلتك ويحس بآلامك، ويسارع إلى إنقاذك،ولن يكون وحده أبداً وسوف يجدني إلى جانبه،أمهد له الطريق وأفتح أمامه الأبواب المغلقة.أما إن لم يتصل أو يتقدم لك،فحاولي تزويدي بالمعلومات الضرورية عنه وعن قصتك الكاملة معه بإرسالها إليّ بريدياً،وأعدك ببذل كل جهد لتغير نظرة أهلك نحوك،والتخفيف عنك،وإعادة حقوقك وكرامتك لك مهما كلفني الأمر من جهود وتضحيات .. وشكراً على الكلام الجميل.وإطرائك الزائد لي وثقتك الغالية ومشاعرك النبيلة مع أطيب تحياتي،،،
فهد الحــربي
___ ___ ___
«طــــــــــــــــــــريق الفساد»
الأستاذ /فهد الحربي
بداية أحب أن أهديك السلام ممزوجاً برائحة أخاذة من عبير الورود وأريج الزهور،وأشكرك من كل قلبي على كل الخدمات الجليلة التي تقدمها للإنسانية،وعلى هذه الروائع التي تتحفنا بها دائماً ودوماً من قصائد وخواطر غرامية وغزلية وبالفعل الحب وحده لا يعرفه سوى (فهد الحربي).ولكنني أتساءل..؟هل فعلاً أن كل هذه الخواطر والقصائد وحل المشاكل يقوم بها مجموعة من الأدباء والمثقفين والباحثين الاجتماعين ، كما يقول ويدعي البعض..؟لا أحب أن أطيل عليك وسأبدأ مشكلتي بكل اختصار.
لم أتوقع أبداً أن يأتي يوم أجد فيه نفسي أشلاء محطمة، في هاوية سحيقة والذين رموني فيها يسمعون صراخي وأنيني، ويرونني احتضر..؟ فلا تأخذهم شفقة أو رحمة بضحيتهم.. ولا يتحرك لهم قلب أو ضمير.
لقد ابتليت كمثيلاتي من الضحايا بعادات وتقاليد لا تسمح للفتاة برؤية الشاب إلا في ليلة الزفاف،وقد شاء قدري أن أعشق الحرية منذ ولادتي،فقد رضعتها مع حليب أمي وعرفتها في كتبي ودفاتري وأوراقي،ورأيتها في أحلامي،وفي الكثير من وسائل الأعلام،وتمنيت ممارستها كحق من حقوقي،فتحطمت أحلامي وأمنياتي وراء الجدران،والقضبان،في سجن كبير يسمونه (عادات وتقاليد)،كل من تجرؤ على النظر من النافذة المطلة على الحياة،أو تحاول الخروج من الباب تعتبر مجرمة!هاربة من العدالة!خارجة من القانون!!المعذرة يا أخ فهد لهذه المقدمة الموجزة والأكثر من ضرورية لكشف الستار عن ما وراء الأبواب من أسرار،
أما مشكلتي فقد بدأت وأنا في الثامنة عشرة من عمري، حيث أرغموني على الزواج من قريب لي لا يملك من صفات الرجولة ومحاسن الأخلاق سوى الاسم والنفاية...؟! فرفضت بكيت، صرخت، قاومت.دون جدوى..،فاتهموني بالوقاحة،وقلة الأدب،وسحبوني من شعري وأعلنوا زواجي دون علمي،ثم نقلوني من السجن الكبير إلى الزنزانة الصغيرة وتركوني مع وحش لا يميز بين المرأة والفريسة،لقد عشت معه ثلاث سنوات في أكذوبة كبرى يسمونها الحياة الزوجية وعرفته على حقيقته كأحقر وأسفل وأنذل ما خلق الله بين البشر والحيوانات لجأت بعدها إلى أهل أشكي معاناتي وأبكي،فأغلقوا جميع الأبواب بوجهي وتخلوا عني بحجة أن طلاقي يجلب الفضيحة والعار للعائلة.وهناك وجدت نفسي وحيدة،يائسة،وقررت الانتقام من الجميع،بادئة رحلتي على طريق (الخطيئة و الفساد) اخدع هذا وأكذب على ذاك،إلى أن وقعت في حب أحدهم .. وشعرت لأول مرة بشيء اسمه الحب، ولكن عقدة الشعور بالاضطهاد، والرغبة بالانتقام كانتا أقوى مني فتركته إلى آخر... رغم حبي له،وتوسلاته بالعودة إليه.
وفي لحظة تأمل(؟) تذكرت طفلي البريئين،وفكرت في مصيرهما وأنا أغوص في مستنقع من الوحل،بين تماسيح من كل الأنواع والأحجام وعرفتك من بعيد وسمعت عنك بأنك تنتشل وتنقذ كل من ظلمة الأهل وجار عليه الدهر من الهلاك،فأسرعت إليك طالبة النجاة.فأرجوك خذ بيدي وأنقذني قبل فوات الأوان.
الجانية / أم سمير
___ ___ ___
( الـــرد )
سيدتي العزيزة/أم سمير
تسأليني كيف أكتب هذه الروائع..؟ ومن أين بي كل هذا الإلهام .. ؟ وتقولين : أن الحب لم يعرفه أحد سواي ..؟ وقد نسيت أو تناسيت قراءة مقدمة رسالتك أو بالأحرى قراءة الخاطرة المرفقة التي لم يبقى شيء من جمال الدنيا إلا وجعلته شبيها لي ، فبعد كل الجمال التي أغرقتني به تتساءلين : من أين لك هذا ..؟؟ وجميع من يكتب بمثل أسلوبك هم مصدر ألهامي .
أما فهد الحربي فهو ليس مجموعة من الحكماء والأدباء والباحثين كما يعتقد أو يظن البعض،فأنا إنسان أنعم الله عز وجل عليه بالحكمة في عقله،والخير في نفسه والإيمان والحب في قلبه،وبقيت أنا كما أنا (أحب لغيري ما أحب لنفسي)
أما مشكلتك أختاه، فقد بحت أصواتنا ونحن نصرخ في الأذان الصماء محذرين من التمادي في استضعاف المرأة والاستهانة بها، والإساءة إليها والإمعان في تجاهلها وإذلالها وحرمانها من كل أو بعض حقوقها الإنسانية والتنكر لدورها الأساسي في بناء الأسرة والمجتمع والوطن.كما تعبت أيدينا وجفت أقلامنا من الكتابة ومطالبة أولياء الأمور،والآباء والأمهات بإعادة النظر في بعض العادات والتقاليد البالية،والتخفيف من الضغوط القاسية التي يمارسونها على فلذات أكبادهم،لإرغامهم على الزواج أو اتخاذ مواقف معينة
لا تنسجم مع مشاعرهم أو مع طبيعة تفكيرهم ونظرتهم للحياة.ولكن لا حياة لمن تنادي .. ؟
فلا الصم يسمعون،ولا العميان يبصرون،والنتيجة واحدة،فكثرة الضغط تولد الانفجار.والانتقام الأعمى،كانتقامك يؤدي إلى الانحراف ،والخاسر الأكبر هو الشرف وهنا يتساوى الكبار والصغار (الجناة والضحايا) في الخسارة،وقد آن الأوان،لرفع هذا الظلم عن المرأة ككل،سواء كانت فتاة قاصر،أو بالغة لسن الرشد أو مطلقة،أو أرملة،ومنع الزواج بالإكراه،بكل أشكاله وصوره،تحت طائلة العقاب والإلغاء،وتكفينا شريعتنا الإسلامية السمحاء لتطبيق الشرع والقانون بحق المخالفين وتحقيق العدالة والمساواة للجميع بدون استثناء.وهنا يأتي دور المشائخ والدعاة والمصلحين والمثقفين من الجنسين فاليد الواحدة لا تصفق.ولا بد من توحيد الكلمة والقيام بمحاولات جماعية جادة،و بذل جهود حثيثة في سبيل تحقيق توعية شاملة،يتم من خلالها استعمال لغة الحوار والإقناع بين الكبار والصغار،الآباء والأبناء بدلاً من لغة العضلات والإكراه،فنحن في العام 2010 لا في الجاهلية،حيث لا مكان للمتخلفين والمعقدين.أما الانتقام الأعمى كانتقامك، فهو سلاح الضعفاء والجبناء،إضافة إلى أنه سلاح ذو حدين،غالباً ما يرتد إلى صدر صاحبه فيصيب منه مقتلاً كما حصل معك.
فأنت سيدتي العزيزة قد أخطأت جداً،وظلمت نفسك أكثر من ظلم أهلك وزوجك لك،فأنت بسلوكك وسيرك إلى طريق الفساد ورغبتك العمياء بالانتقام،قد نسيت أو تناسيت وجود الله جل وعلا الذي يحاسب ويعاقب الخاطئ،وينتقم من الظالم،ويغفر للتائب فخسرت نفسك وماذا ينفع الإنسان أختاه لو ربح العالم كله وخسر نفسه.
جميل جداً سيدتي أن تتذكري طفليك البريئين،وأنت تغوصين في ذلك المستنقع الآسن،ولكن الأجمل هو أن تتذكري الله عز وجل الذي بيده وحده الحياة والموت وهلاك الجسد والروح معاً وتعودي إليه تائبة..، نادمة..، مستغفرة..، نظيفة..، طاهرة..، عفيفة..، قبل أن ينتهي بك المطاف في جحيم نارها لا تنطفئ،حيث لا استطيع لا أنا ولا غيري إنقاذك،ولا ينفع عندئذ ندم أو بكاء.وهذه يدي ممدودة إليك،وها هو قلبي مفتوح لك،ويد الله معنا فلا تترددي أو تتأخري لحظة واحدة بالعودة إلى طريق الشرف والفضيلة والاستقامة،ودعي الانتقام لرب الأنام،وشكراً سيدتي العزيزة على ثقتك الغالية.
فهد الحــربي
___ ___ ___
«كل الجمال نعمة إلا جمالي نقمة!»
الأستاذ /فهد الحربي
أعذرني لأنني لا أدري كيف أعبر لك عن إعجابي الشديد وتقديري الكبير واحترامي العظيم لشخصك الكريم،فأنت أكبر من كل كلام في أعين وقلوب وعقول محبيك ومعجبيك الكثر الذين يجدون في كلامك نور الأمل الذي يضيء أمامهم طريق المستقبل والحياة.
وها أنا أستاذي الكريم ألجأ إليك وأستغيث بك بعد أن فقدت الثقة بنفسي،والأمل بأقرب المقربين إليّ.
فأنا طالبة جامعية أبلغ ال 21 من عمري،صورة طبق الأصل من أمي .. والوحيدة المختلفة الشكل بين أفراد الأسرة.شقراء الشعر.. وردية الوجه .. عينان بلون السماء الزرقاء.. رشيقة القوام.. في غاية الجمال واللطف والذوق، وهنا تكمن مشكلتي، فشباب الأسرة من أبناء أعمامي وعماتي يتغزلون بسحر جمالي وشعري وعيني.. ويتنافسون على الفوز بإعجابي وقلبي!؟ .. ويتسابقون على الإيقاع بي وافتراسي،والفتيات يكرهنني،ويحسدنني،ويتعمدن الإساءة إليّ وتشويه صورتي أمام القريب والغريب،كل ذلك يحدث وأنا صامتة،صابرة، إني يا أستاذي لم أسلم من ألسنة البعض من صديقاتي بسبب جمالي وشياكتي، ولا نجوت من تعليقاتهم السخيفة، ونظراتهم غير البريئة التي أخذت تطاردني في كل مكان،حتى بت أشعر بكراهية كبيرة لنفسي،وأتمنى لو كنت قبيحة الشكل،فلا أجد نفسي مطاردة بعبارات الغزل من هنا،أو محاصرة بنظرات الحسد من هناك!..
وأخيراً لم أجد مفراً من مراجعة طبيب نفسي علني أجد الراحة التي أفتقدها، وقد ساعدني ذلك على معايشة الواقع، والتكيف مع الجو الجديد، بفضل مواساة والديَّ ووقوفهما إلى جانبي.ولكن المشكلة المستعصية؟.. والمصيبة الكبرى؟.. تبقى في (الفيتو) الذي وضعته زوجة عمي على زواج إبنها مني،لنفس الأسباب،فهي حسب قولها لا تريد فتاة (شقراء الشعر؟.. حمراء الوجه؟.. زرقاء العينين) في بيتها!؟؟.. ماذنبي أنا إذا كان أبي قد أحب وتزوج أمي؟!.. بل ما ذنبي إذا كان الله جل جلاله قد خلقني مثلها؟!.. وأكرمني بشيء من جمالها؟!.. حتى أعاقب بالنبذ والحرمان،وأحارب بالإشاعات والافتراءات،فهل يكون الجمال نعمة لغيري،ونقمة عليّ ولماذا؟ وهل عليّ أن أحلق،أو أحرق شعري،وأصبغ وجهي،وأخفي عيني بالعدسات اللاصقة،حتى أعجب وأرضى أم وأخوات حبيبي،وزوجات وبنات أعمامي وعماتي،وأحمي نفسي من معاكسات ومغازلات شباب الأسرة؟!إنني حزينة على نفسي،وعلى أمي المسكينة التي تتعذب من أجلي،ورغم كل عواصف الحقد والشر والحسد والغيرة التي تثار ضدنا،والمكائد التي تدبر للتفريق بيني وبين حبيبي،فإني أحبهم وأحترمهم،ومؤمنة بحكمة الله في خلقه،وواثقة من انتصار الحب والخير والحق والعدل في النهاية،طالما أن في الدنيا أشخاصاً أمثالك يعملون الخير وأخيراً تقبل خالص شكري وتقديري وكل حبي واحترامي.
تلميذتك: ليلى
___ ___ ___
( الـــرد )
آنستي الجميلة
بكل الإعزاز والاحترام أبادلك مشاعرك النبيلة،وأشكرك على شهادتك القيمة التي أعتبرها وسام شرف أعتز به،وكل أمنيتي أن تدوم المحبة والثقة بيني وبين جميع أحبتي القراء الأعزاء بدوام الحياة.
لا يا عزيزتي،وألف لا،فالجمال لا يمكن أن يكون نقمة إلا إذا انحرف بصاحبه عن جادة الفضيلة والشرف والصواب،واستعمل كوسيلة لتحقيق غايات ومقاصد شريرة،ونوايا سيئة ومآرب دنيئة،من شأنها إغضاب الله،وإلحاق الأذى والضرر بالغير،أو إذا كان صاحب النعمة،لا يعرف قيمتها،.فيعتبرها حملاً ثقيلاً عليه،ويتمنى زوالها،في حين يحسده الآخرون عليها،ويموتون غيظاً وغيرة وحسداً منه،وإني أكاد لا أصدق أن فتاة جميلة،وجامعية مثلك تخجل بجمالها،وتخشى نظرات الإعجاب،وتتمنى أن تكون قبيحة،لا لشيء إلا لكون قريباتها وزميلاتها يحسدنها على هذا الجمال الذي أنعم الله عليها به،وحرمهن منه،بدلاً من أن يغمرها الشعور بالسعادة،إن لم نقل بالغرور،اللهم إلا إذا كنت مختلفة عن معظم بنات حواء اللواتي يمضين أكثر أوقاتهن أمام المرآة،وأنصاف أعمارهن في صالونات التجميل،من أجل الظهور بأجمل صورة تلفت الأنظار،أو على الأقل بصورة أجمل من الأصل!!..
لا .. لا ياعزيزتي لا تخجلي بجمالك،ولا تعتزلي الناس وتنطوي على نفسك،بل ارفعي رأسك عالياً،وابتسمي للحياة فتبتسم لك،وواجهي نظرات وكلمات الإعجاب باللامبالاة،دون أن تسمحي للذئاب بالاقتراب منك، أما الكارهات. الحاسدات. المحرومات من نعمة الجمال .. اللواتي ينفثن سمومهن،وينفسن عن أحقادهن (بالثرثرة) والافتراءات،فدعيهن يمتن في غيظهن وحسدهن منك .. فالحسود يموت بحسده،والشرير بشره.وبدلا من الشعور بالنقص والخوف والخجل والإحباط، واللجوء إلى الأطباء.. فليكن لديك الإيمان بالله، والثقة بالنفس، وقوة الشخصية والإرادة والقدرة على الاعتزاز بجمالك دون غرور، ومواجهة حسادك دون إثارة.وممارسة حياتك الطبيعية دون عقد.والحمد والشكر لله على نعمته.
أما (فيتو) زوجة عمك على زواج ابنها منك؟.. وكراهيتها هي وبناتها لك، لا لشيء، إلا لكونك جميلة، فهو مدعاة للسخرية، ودليل على أنهن مريضات بالحقد والقبح المزمنين، ولا شفاء لهن منهما، إلا بالقليل من العقل والضمير، والكثير من جمال الروح والأخلاق والإنسانية.
ونصيحتي لك هي بعدم الارتباط بابنها إلا إذا كان رجلاً شهماً وفارساً مقداماً بكل معنى الكلمة، له كلمته وشخصيته وقادر على الدفاع عن حقه وحريته وحبه وحماية حبيبة اليوم وزوجة المستقبل من ألسنة العقارب والأفاعي، وأنياب الوحوش والذئاب.وإلا فهو (ابن أمه) ولا يستحق حبك، واحترامك وثقتك وتضحياتك، ولا هو بفارس أحلام، ولا أسف عليه وعلى أمثاله،فلتزوجه أمه (واحدة) من طينتها على شاكلتها.
أنت وردة جميلة رائعة شاء الحظ،أو القدر،أن يرميك بين أشواك قبيحة،سامة.تحاول الالتفاف عليك وخنقك، غيرة وحسداً منك، و لالن يفيدك أبداً حلق أو إحراق شعرك،ولا صبغ وجهك وإخفاء عينيك،فالورود ستظل وروداً،والأشواك أشواكاً،يستحيل التعايش بينها.كما يستحيل التعايش بين الظبية والذئب، والحمامة والأفعى؟!..
إن قربك من الله سبحانه وتعالى يمنحك القوة والمناعة،والعلم يمنحك الحكمة والمعرفة، فتمسكي بالله بكل قوتك وواصلي دراستك حتى النهاية، فالإيمان يحفظك ويحميك،والعلم يزيدك جمالاً على جمال،فاطردي الكآبة والحزن والخوف والخجل من حياتك،وافتحي الأبواب للبسمة والفرح والثقة بالنفس والحب،وسوف تجدينني إلى جانبك كلما كنت بحاجة إلي وشكراً مرة أخرى على لطفك،مع كل الحب والاحترام وأطيب التحيات والأمنيات.