ليس لهم نصيب في بنات الوطن
«مكفوفون» محرومون من الزواج
الحمد: إعاقة فقدان البصر اختبار من الله.. وليست عقاباً
إبراهيم اللويم ـ الدمام
معاناة المكفوفين متواصلة في المجتمع السعودي
تفوق بعضهم غير معترف به
يحلم بالزواج من سعودية سليمة
طرق محمد العوض، باب منزل أسرة سعودية، حاملاً بين ذراعيه ، باقة «ورد» جميل، وراسماً على شفتيه «ابتسامة» لطيفة، طالباً الزواج من ابنتهم البكر على سنة الله ورسوله، فعبسوا في وجهه صراحة، وألقوا بـ»الورد» أمامه في صندوق القمامة، بعد أن وضعوا أصابعهم في آذانهم، حتى لا يسمعوا عباراته.. مندهشين كيف يجرؤ على طلب ابنتهم للزواج.. والسبب أنه شاب «كفيف».
ويمثل محمد فئة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يبحثون عن شريكة العمر من بين فتيات الوطن، فلا يجدون من تقبل بهم، وإذا وجدوها، يصطدمون بمن يعرقل هذا الزواج، بداعي أنهم أناس يحتاجون من يساعدهم ويقف بجانبهم، وبالتالي لا يتحملون مسؤولية بيت وزوجة وأبناء، فيتجهون إلى الزواج من خارج الوطن.
المكفوفون يرون أنهم يتعرضون إلى ظلم واضح من المجتمع بسبب هذا التعامل، ويؤكدون أن هذا الظلم نتيجة عادات وتقاليد ونقص في ثقافة التعامل مع المكفوفين، وطالبوا بتغيير هذه الثقافة.
إعاقة بصرية
يقول محمد الحمد، الذي تصاحبه إعاقة بصرية: «نحن المكفوفين، نرى أننا لا نختلف كثيراً عن الأسوياء، في أي شيء، مهما كانت نوع المعاناة التي لدينا، ولو كانت إعاقة فقد البصر»، موضحاً «فقدان نعمة البصر، أراها امتحاناً من الله، وبالتالي نحن مثل بقية الأسوياء، في كل شيء، لنا حقوق نريد أن نأخذها كاملة، خاصة في مسألة البحث عن شريكة الحياة»، مؤكداً أن «زملائي المكفوفين يجدون صعوبة في إقناع الكثير من الأسر السعودية، في الحصول على موافقتها على تزويجهم فتياتها، بداعي أنه من الخطأ أن تتزوج الفتاة السليمة، من شخص معوق، خاصة إذا كانت الإعاقة بصرية».
موافقة الفتاة
ويضيف الحمد «المشكلة التي اواجهها ويواجهها غالبية المكفوفين في مجتمعنا، أثناء البحث عن زوجة، يقترن بها المعوق، ليست في عدم موافقة الفتاة نفسها، وإنما في موافقة أهلها الذين لا يقتنعون بالشخص نفسه، وذلك خوفاً على مستقبل ابنتهم، واعتقادهم بصعوبة مباشرة حياتها واستمرارها مع شخص كفيف، ليس بوسعه العمل أو القيام بمبادرات مفيدة»، مؤكداً أن «كل هذه الاعتقادات مغلوطة لدى غالبية الأسر، إذ اننا نحن المكفوفين، لا نختلف عن الأسوياء فكما يعتد البعض منهم بأخلاقهم ودينهم ومستواهم الوظيفي والعلمي والمادي، كذلك نحن المكفوفين».
وعي المجتمع
أما المواطن عبد الرحمن، الذي شدد على عدم ذكر اسم عائلته فيقول: «أسباب عدم زواجي حتى الآن، ترجع لقلة وعي المجتمع بشرائحه المختلفة»، موضحاً «ينحصر تفكير المجتمع على أن الكفيف إنسان ناقص وغير قادر على إنجاز مهامه اليومية، وهذا انتقاص في حقي وحق من يعاني من فقدان نعمة البصر «المكفوفين»، موضحاً أعتقد أن قليلاً من التوعية في المجتمع، يؤكد للجميع أن فقد البصر قد يتعرض له أي إنسان في هذه الدنيا، وأن الإنسان الكفيف، له مشاعر وأحاسيس، قد تفوق ما لدى الإنسان السليم».
حقوق إنسانية
ويضيف عبدالرحمن أن «كثيراً من المكفوفين ممن يعرفهم، يعانون من سوء المعاملة من قبل ذويهم الذين يحبسونهم في غرفهم، ويلقون بالطعام والشراب إليهم، دون تلبية لأبسط حقوقهم الإنسانية، كحق التعليم والعمل والزواج، والاندماج في المجتمع»، مؤكداً «نتيجة ذلك، تقل ثقة الكفيف بنفسه، مما يعرقل زواجه، بفعل ذويه، في الوقت الذي كان يفترض على الأهل، أن يسعوا لتحقيق حلم ابنهم الكفيف في الزواج ممن يرغب، باعتبارهم مدافعين أساسيــــــــين عن حقوق كفيفهم، بدلاً من تهميشهم بهذا الطريقة».
أمور عدة
وأشار عبدالرحمن إلى أن «صعوبة زواج المعوقين بشكل عام، الذين يعانون من إعاقة بصرية بشكل خاص، ترجع إلى أمور عدة، أولها ما يتعلق بأسرة المعوق نفسه، باعتبارها المسئولة عن ابنهم، وبالتالي تبدأ بالتدخل في حياة الكفيف الزوجية، على أساس أنه شخص لا يستطيع الاستقلال والاعتماد على نفسه وبزوجته، ويظل في نظرهم بحاجة إلى رعاية ومراقبة في تفاصيل حياته الخاصة».
وأضاف عبدالرحمن «كذلك بعض الفتيات لدينا، يجهلن معنى الإعاقة البصرية، حيث تجد لديهن أفكاراً خاطئة عن المكفوفين»، مبيناً أن «هذه الأخطاء تجعل المعوقين لا يستطيعون القيام بعمل شيء في حياتهم، إذ تخشى الفتاة على نفسها، وتخاف أن تقترن بشخص كفيف على اعتبار أنه غير قادر على تحمل المسؤولية في كافة نواحيها»، مضيفاً «وحتى من تقبل الزواج من كفيف، فللأسف يتم ذلك في بعض الأحيان من باب الأجر والثواب فقط، وهو الأمر الذي يرسخ في عقل الكفيف شعوراً غير طيب، مفاده أنه إنسان مبتلى أو شخص يستحق الشفقة، وكلها مفاهيم مجتمعية قد تدمر نفسيته في المستقبل».
جنسية أخرى
ويرى يوسف الصالحي (كفيف) أن الأسباب التي ذكرت من قبل عدد من المكفوفين في عدم قدرتهم على الاقتران بزوجة سعودية «جعل البعض منهم يفكرون في اللجوء إلى الزواج من أي جنسية أخرى، سواء عربية أو آسيوية»، مبيناً أن «هذا يرجع إلى الأفكار والمعتقدات الفكرية والثقافية المزروعة في عقول أفراد مجتمعنا، التي جعلت المكفوف شخصاً غير سوي، ولا يمكن أن يعتمد عليه خاصة في مسألة الاقتران بزوجة.
المكفوفون بأوروبا
ويضيف الصالحي «نحن نعيش في مجتمع، لا زالت العادات والتقاليد هي من تسيره، فلو قورن وضع الكفيف وطرق عيشه في المملكة والدول العربية، بما هو حاصل في بعض الدول الغربية، فستجد الكفيف في أوروبا لا يعاني أي مشكلة، سواء في البحث عن زوجة أو غيرها من الأمور الأخرى، كما هو الحال في مجتمعنا، رغم أن هناك مكفوفين بفضل الله متزوجون، سواء من أقاربهم أو من خارجها وينعمون بحياة سعيدة ولديهم أبناء، ومبدعون في حياتهم».
أصحاب تجربة
وبين الصالحي أن «الفتاة عندما يتقدم إليها كفيف، وترغب في الزواج منه، قد تعيش فترة تحت ضغوطات من قبل أهلها لاقناعها بعدم الموافقة على إتمام الزواج منه، لقناعتهم بأنه شخص معوق، لدرجة أنه قد يتصور لها أنها سائرة على طريق الضياع، وستدخل عالماً من عدم الاستقرار وراحة البال»، موضحاً أن «الفتاة نفسها، أثناء الزواج من شخص سليم، قد تمر بمرحلة من التفكير والتردد في اتخاذ القرار السليم، فكيف هو الحال عند الارتباط بشخص كفيف، لاسيما أنه زواج يعنى استقراراً، متسائلاً «متى يكون بمقدور الكفيف أن يتزوج كغيره من الأسوياء، من دون عقبات بالغة، يصعب تخطيها هل يلمح أصحاب التجربة أنهم نادمون من الزواج من مكفوفين؟.
فكرة الزواج
يرى نواف الخالدي المشرف على إدارة الإعاقة البصرية في تعليم البنين بالمنطقة الشرقية أن «هناك العديد من المكفوفين بالفعل، يجدون صعوبة في إيجاد شريكة حياتهم، والسبب في ذلك هو الإعاقة التي يعانون منها، وهذا يؤثر عليهم نفسياً وسلوكياً، ويجعلهم يفقدون الثقة في داخلهم، مع مرور الأيام، وبالتالي قد يستبعدون فكرة الزواج من مخيلتهم».
ويضيف الخالدي «أمضيت قرابة أربع سنوات، وأنا أبحث عن شريكة حياتي والسبب في أنني لم أجد امرأة توافق على الزواج مني، وذلك لأني كفيف»، مضيفاً «عندما وجدت المرأة التي تريد الزواج مني، انتظرت قرابة عامين، من أجل الحصول على موافقة أهلها على إتمام مراسم الزواج».
ويضيف الخالدي «عندما كنت أبحث عن الزوجة، كان في مخيلتي أنني سأجد من ترضى بي من دون تعقيد، على اعتبار أنني معلم، وباستطاعتي أن أختار من تناسبني، ولكن كان رد غالبية الفتيات اللاتي تقدمت إليهن هو الرفض، حيث كان الرفض يأتي بحجة أن الفتاة مخطوبة لأحد أقاربها، ولكن في الحقيقة أن أهلها غير راغبين في تزويجها لي، وهذا ما جعلني أقضي تلك الفترة».
«مكفوفون» محرومون من الزواج
الحمد: إعاقة فقدان البصر اختبار من الله.. وليست عقاباً
إبراهيم اللويم ـ الدمام
معاناة المكفوفين متواصلة في المجتمع السعودي
تفوق بعضهم غير معترف به
يحلم بالزواج من سعودية سليمة
طرق محمد العوض، باب منزل أسرة سعودية، حاملاً بين ذراعيه ، باقة «ورد» جميل، وراسماً على شفتيه «ابتسامة» لطيفة، طالباً الزواج من ابنتهم البكر على سنة الله ورسوله، فعبسوا في وجهه صراحة، وألقوا بـ»الورد» أمامه في صندوق القمامة، بعد أن وضعوا أصابعهم في آذانهم، حتى لا يسمعوا عباراته.. مندهشين كيف يجرؤ على طلب ابنتهم للزواج.. والسبب أنه شاب «كفيف».
ويمثل محمد فئة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يبحثون عن شريكة العمر من بين فتيات الوطن، فلا يجدون من تقبل بهم، وإذا وجدوها، يصطدمون بمن يعرقل هذا الزواج، بداعي أنهم أناس يحتاجون من يساعدهم ويقف بجانبهم، وبالتالي لا يتحملون مسؤولية بيت وزوجة وأبناء، فيتجهون إلى الزواج من خارج الوطن.
المكفوفون يرون أنهم يتعرضون إلى ظلم واضح من المجتمع بسبب هذا التعامل، ويؤكدون أن هذا الظلم نتيجة عادات وتقاليد ونقص في ثقافة التعامل مع المكفوفين، وطالبوا بتغيير هذه الثقافة.
إعاقة بصرية
يقول محمد الحمد، الذي تصاحبه إعاقة بصرية: «نحن المكفوفين، نرى أننا لا نختلف كثيراً عن الأسوياء، في أي شيء، مهما كانت نوع المعاناة التي لدينا، ولو كانت إعاقة فقد البصر»، موضحاً «فقدان نعمة البصر، أراها امتحاناً من الله، وبالتالي نحن مثل بقية الأسوياء، في كل شيء، لنا حقوق نريد أن نأخذها كاملة، خاصة في مسألة البحث عن شريكة الحياة»، مؤكداً أن «زملائي المكفوفين يجدون صعوبة في إقناع الكثير من الأسر السعودية، في الحصول على موافقتها على تزويجهم فتياتها، بداعي أنه من الخطأ أن تتزوج الفتاة السليمة، من شخص معوق، خاصة إذا كانت الإعاقة بصرية».
موافقة الفتاة
ويضيف الحمد «المشكلة التي اواجهها ويواجهها غالبية المكفوفين في مجتمعنا، أثناء البحث عن زوجة، يقترن بها المعوق، ليست في عدم موافقة الفتاة نفسها، وإنما في موافقة أهلها الذين لا يقتنعون بالشخص نفسه، وذلك خوفاً على مستقبل ابنتهم، واعتقادهم بصعوبة مباشرة حياتها واستمرارها مع شخص كفيف، ليس بوسعه العمل أو القيام بمبادرات مفيدة»، مؤكداً أن «كل هذه الاعتقادات مغلوطة لدى غالبية الأسر، إذ اننا نحن المكفوفين، لا نختلف عن الأسوياء فكما يعتد البعض منهم بأخلاقهم ودينهم ومستواهم الوظيفي والعلمي والمادي، كذلك نحن المكفوفين».
وعي المجتمع
أما المواطن عبد الرحمن، الذي شدد على عدم ذكر اسم عائلته فيقول: «أسباب عدم زواجي حتى الآن، ترجع لقلة وعي المجتمع بشرائحه المختلفة»، موضحاً «ينحصر تفكير المجتمع على أن الكفيف إنسان ناقص وغير قادر على إنجاز مهامه اليومية، وهذا انتقاص في حقي وحق من يعاني من فقدان نعمة البصر «المكفوفين»، موضحاً أعتقد أن قليلاً من التوعية في المجتمع، يؤكد للجميع أن فقد البصر قد يتعرض له أي إنسان في هذه الدنيا، وأن الإنسان الكفيف، له مشاعر وأحاسيس، قد تفوق ما لدى الإنسان السليم».
حقوق إنسانية
ويضيف عبدالرحمن أن «كثيراً من المكفوفين ممن يعرفهم، يعانون من سوء المعاملة من قبل ذويهم الذين يحبسونهم في غرفهم، ويلقون بالطعام والشراب إليهم، دون تلبية لأبسط حقوقهم الإنسانية، كحق التعليم والعمل والزواج، والاندماج في المجتمع»، مؤكداً «نتيجة ذلك، تقل ثقة الكفيف بنفسه، مما يعرقل زواجه، بفعل ذويه، في الوقت الذي كان يفترض على الأهل، أن يسعوا لتحقيق حلم ابنهم الكفيف في الزواج ممن يرغب، باعتبارهم مدافعين أساسيــــــــين عن حقوق كفيفهم، بدلاً من تهميشهم بهذا الطريقة».
أمور عدة
وأشار عبدالرحمن إلى أن «صعوبة زواج المعوقين بشكل عام، الذين يعانون من إعاقة بصرية بشكل خاص، ترجع إلى أمور عدة، أولها ما يتعلق بأسرة المعوق نفسه، باعتبارها المسئولة عن ابنهم، وبالتالي تبدأ بالتدخل في حياة الكفيف الزوجية، على أساس أنه شخص لا يستطيع الاستقلال والاعتماد على نفسه وبزوجته، ويظل في نظرهم بحاجة إلى رعاية ومراقبة في تفاصيل حياته الخاصة».
وأضاف عبدالرحمن «كذلك بعض الفتيات لدينا، يجهلن معنى الإعاقة البصرية، حيث تجد لديهن أفكاراً خاطئة عن المكفوفين»، مبيناً أن «هذه الأخطاء تجعل المعوقين لا يستطيعون القيام بعمل شيء في حياتهم، إذ تخشى الفتاة على نفسها، وتخاف أن تقترن بشخص كفيف على اعتبار أنه غير قادر على تحمل المسؤولية في كافة نواحيها»، مضيفاً «وحتى من تقبل الزواج من كفيف، فللأسف يتم ذلك في بعض الأحيان من باب الأجر والثواب فقط، وهو الأمر الذي يرسخ في عقل الكفيف شعوراً غير طيب، مفاده أنه إنسان مبتلى أو شخص يستحق الشفقة، وكلها مفاهيم مجتمعية قد تدمر نفسيته في المستقبل».
جنسية أخرى
ويرى يوسف الصالحي (كفيف) أن الأسباب التي ذكرت من قبل عدد من المكفوفين في عدم قدرتهم على الاقتران بزوجة سعودية «جعل البعض منهم يفكرون في اللجوء إلى الزواج من أي جنسية أخرى، سواء عربية أو آسيوية»، مبيناً أن «هذا يرجع إلى الأفكار والمعتقدات الفكرية والثقافية المزروعة في عقول أفراد مجتمعنا، التي جعلت المكفوف شخصاً غير سوي، ولا يمكن أن يعتمد عليه خاصة في مسألة الاقتران بزوجة.
المكفوفون بأوروبا
ويضيف الصالحي «نحن نعيش في مجتمع، لا زالت العادات والتقاليد هي من تسيره، فلو قورن وضع الكفيف وطرق عيشه في المملكة والدول العربية، بما هو حاصل في بعض الدول الغربية، فستجد الكفيف في أوروبا لا يعاني أي مشكلة، سواء في البحث عن زوجة أو غيرها من الأمور الأخرى، كما هو الحال في مجتمعنا، رغم أن هناك مكفوفين بفضل الله متزوجون، سواء من أقاربهم أو من خارجها وينعمون بحياة سعيدة ولديهم أبناء، ومبدعون في حياتهم».
أصحاب تجربة
وبين الصالحي أن «الفتاة عندما يتقدم إليها كفيف، وترغب في الزواج منه، قد تعيش فترة تحت ضغوطات من قبل أهلها لاقناعها بعدم الموافقة على إتمام الزواج منه، لقناعتهم بأنه شخص معوق، لدرجة أنه قد يتصور لها أنها سائرة على طريق الضياع، وستدخل عالماً من عدم الاستقرار وراحة البال»، موضحاً أن «الفتاة نفسها، أثناء الزواج من شخص سليم، قد تمر بمرحلة من التفكير والتردد في اتخاذ القرار السليم، فكيف هو الحال عند الارتباط بشخص كفيف، لاسيما أنه زواج يعنى استقراراً، متسائلاً «متى يكون بمقدور الكفيف أن يتزوج كغيره من الأسوياء، من دون عقبات بالغة، يصعب تخطيها هل يلمح أصحاب التجربة أنهم نادمون من الزواج من مكفوفين؟.
فكرة الزواج
يرى نواف الخالدي المشرف على إدارة الإعاقة البصرية في تعليم البنين بالمنطقة الشرقية أن «هناك العديد من المكفوفين بالفعل، يجدون صعوبة في إيجاد شريكة حياتهم، والسبب في ذلك هو الإعاقة التي يعانون منها، وهذا يؤثر عليهم نفسياً وسلوكياً، ويجعلهم يفقدون الثقة في داخلهم، مع مرور الأيام، وبالتالي قد يستبعدون فكرة الزواج من مخيلتهم».
ويضيف الخالدي «أمضيت قرابة أربع سنوات، وأنا أبحث عن شريكة حياتي والسبب في أنني لم أجد امرأة توافق على الزواج مني، وذلك لأني كفيف»، مضيفاً «عندما وجدت المرأة التي تريد الزواج مني، انتظرت قرابة عامين، من أجل الحصول على موافقة أهلها على إتمام مراسم الزواج».
ويضيف الخالدي «عندما كنت أبحث عن الزوجة، كان في مخيلتي أنني سأجد من ترضى بي من دون تعقيد، على اعتبار أنني معلم، وباستطاعتي أن أختار من تناسبني، ولكن كان رد غالبية الفتيات اللاتي تقدمت إليهن هو الرفض، حيث كان الرفض يأتي بحجة أن الفتاة مخطوبة لأحد أقاربها، ولكن في الحقيقة أن أهلها غير راغبين في تزويجها لي، وهذا ما جعلني أقضي تلك الفترة».