الرئيسية
من طرف بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أظن والله أعلم،أننا مجتمع جلاّد للذات من الطراز الأول ،سواء جهلنا بذلك أم برّرنا، وذلك من خلال استشراء ثقافة التحطيم والتحبيط في علاقاتنا ، والتي تبدأ من نفس الفرد مع ذاته، وصولا إلى المحيط الإجتماعي بأنواعه من حوله ، نقد الذات أو نقد الآخرين ليس شرطا أن يكون من خلال إبراز العيوب والمساوئ والشروع بالتقريع كما هو ديدننا
(وإن كان ذالك مطلوبا في بعض الحالات )
ولكن الأنجح والأجدى من ذلك هو تسليط الضوء على أي صفة حسنة جميلة ، ودعمها وتشجيعا وإبرازها مهما صغر حجمها
فإن لذلك أثرا فعّالا في خطوات السعي نحو التكامل المنشود للفرد والأمة
فالولد المهمل والذي لا يذاكر ، حينما نجده يوما ،وفي حالة استثنائية ،قد قام بالمذاكرة والاهتمام بنفسه ، مع علمنا أنها حالة نادرة أو أنها تمثيل منه خوفا من العقاب ، يجب في هذه الحالة امتداح هذه الصفة بأرقى معاني الوصف المحببة لديه ،لا أن نخاطبه بمثل هذه الجملة :
(غريبة اليوم تذاكر ومرتب ويش صاير)
فإن مثل هذا القول يكرس في نفسه حالة التحطيم واليأس ، بعكس إظهار وإبراز عمله كظاهرة حسنة ونرغب دائما بان نراه بهذه الكيفية ،والثناء عليه بالقول :
ماشاء الله عليك ، وتعجبني مع ارتسام بسمة الرضى علينا ومن هذا القبيل
فإنه حتما سيسعى ألا يخيّب هذا الظن الحسن فيه ، وسيسعى جاهدا من أجل الإبداع والتطوير الذي نال استحسان من حوله ، وكذلك بالنسبة للزوج مع زوجته ،والزوجة مع زوجها ،والأخ مع أخيه وووالخ
وأيضا نحن في هذا المنتدى من خلال تعاملنا مع بعضنا البعض ،هذه نقطة جوهرية ومهمة في مجال تفجير طاقات الإبداع والرقي ، وكذلك بين المؤسسات الاجتماعية والمجتمع ،والمجتمع مع المؤسسات الإجتماعية ، فإن لذلك أيضا أثر لا يستهان به في عملية التطوير والتكامل،فالبعض مع بالغ الأسف دخل في دوامة التصيد ،واقتناص العثرات ظنا منهم أن هذا نوع من أنواع النقد الذي من شأنه معالجة الأخطاء لمن حوله ،وهي قد تصبح وسائل هدم وتحطيم إن تم الإفراط فيها ،أواستخدامها في غير زمانها وموضعها ،إن إبراز محاسن الجمال لمن حولنا ممن يهمنا أمرهم ، ليس مجاملة أو تملقا أو نفاقا كما يصوره البعض ،بل ذلك نابع من حسن الأخلاق والآداب الإسلامية ،وله أثر فاعل في تنامي الظواهر الإيجابية والحسنة على مستوى الفرد والمجتمع
فالمراهنة دوما على إبراز المظاهر السلبية من وجهة نظري ،يزيد الأمور تفاقما وتصادما وعنادا،سيما إذا كسرنا قاعدة
(ليس كل ما يعلم يقال )
وجعلناها:
(كل ما يعلم يقال)
تحت ذريعة النقد الهادف والشفافية وعدم المجاملة ومن هذا القبيل ،فإن ذلك حتما سكبا للزيت على النار ، فغض الطرف عن أخطاء الآخرين في بعض المواطن ، لا يعني الجهل وعدم العلم بها أو غفلة وسهو، بل ذلك نابع من قمة العقل والحكمة،وتشخيص ومراعاة للمصلحة العامة في معالجة الأمور بالتي هي أحسن وأقوم
ختاما :
لنجرب معالجة أخطاء أنفسنا ومن حولنا ،من خلال تسليط الضوء على أضدادها الحسنة وتنميتها
لنرى الأثر
من أجمل ما قرأت
التوقيع
