بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة السجدة : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) الآية 16
من تفسير ابن كثير للآية :
قال تعالى" تتجافى جنوبهم عن المضاجع " يعني ذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة قال مجاهد والحسن في قوله تعالى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " يعني بذلك قيام الليل وعن أنس وعكرمة ومحمد بن المنكدر وأبي حازم وقتادة هو الصلاة بين العشاءين وعن أنس أيضا هو انتظار صلاة العتمة رواه ابن جرير بإسناد جيد وقال الضحاك وهو صلاة العشاء في جماعة وصلاة الغداة في جماعة " يدعون ربهم خوفا وطمعا " أي خوفا من وبال عقابه وطمعا في جزيل ثوابه " ومما رزقناهم ينفقون " فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية ومقدم هؤلاء وسيدهم وفخرهم في الدنيا والآخرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الصبح ساطع
أرانـا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قـال واقـع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
وقال الإمام أحمد حدثنا روح وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " عجب ربنا من رجلين : رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حيه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله تعالى فانهزموا فعلم ما عليه من الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي فيقول الله عز وجل للملائكة انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ورهبة مما عندي حتى أهريق دمه " وهكذا رواه أبو داود في الجهاد عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة به بنحوه.
وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال " لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل - ثم قرأ " تتجافى جنوبهم عن المضاجع - حتى بلغ - جزاء بما كانوا يعملون " ثم قال - ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ - فقلت بلى يا رسول الله فقال - رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله - ثم قال - ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ فقلت بلى يا نبي الله فأخذه بلسانه ثم قال كف عليك هذا فقلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ " ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم من طرق عن معمر به وقال الترمذي حسن صحيح
قال ابن القيم في كتابه حادي الأرواح في هذه الآية :
( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه النفس
وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة .
اللهم أعنا على ذكرك وش
قال تعالى في سورة السجدة : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) الآية 16
من تفسير ابن كثير للآية :
قال تعالى" تتجافى جنوبهم عن المضاجع " يعني ذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة قال مجاهد والحسن في قوله تعالى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " يعني بذلك قيام الليل وعن أنس وعكرمة ومحمد بن المنكدر وأبي حازم وقتادة هو الصلاة بين العشاءين وعن أنس أيضا هو انتظار صلاة العتمة رواه ابن جرير بإسناد جيد وقال الضحاك وهو صلاة العشاء في جماعة وصلاة الغداة في جماعة " يدعون ربهم خوفا وطمعا " أي خوفا من وبال عقابه وطمعا في جزيل ثوابه " ومما رزقناهم ينفقون " فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية ومقدم هؤلاء وسيدهم وفخرهم في الدنيا والآخرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الصبح ساطع
أرانـا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قـال واقـع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
وقال الإمام أحمد حدثنا روح وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " عجب ربنا من رجلين : رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حيه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله تعالى فانهزموا فعلم ما عليه من الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي فيقول الله عز وجل للملائكة انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ورهبة مما عندي حتى أهريق دمه " وهكذا رواه أبو داود في الجهاد عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة به بنحوه.
وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال " لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل - ثم قرأ " تتجافى جنوبهم عن المضاجع - حتى بلغ - جزاء بما كانوا يعملون " ثم قال - ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ - فقلت بلى يا رسول الله فقال - رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله - ثم قال - ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ فقلت بلى يا نبي الله فأخذه بلسانه ثم قال كف عليك هذا فقلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ " ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم من طرق عن معمر به وقال الترمذي حسن صحيح
قال ابن القيم في كتابه حادي الأرواح في هذه الآية :
( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه النفس
وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة .
اللهم أعنا على ذكرك وش