جوجل بليكس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بــك في منتدى جوجل بليكس قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً وسروراً ولأجلكم نفرش الأرض زهور أهلا بك وردا ندية تنضم لورود جوجل بليكس ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز فأحللت أهلاا وطئت سهلاا

    مفهوم التمهيد في دروس اللغة العربية

    سوسو
    سوسو


    عدد المساهمات : 160
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010

    مفهوم التمهيد في دروس اللغة العربية Empty مفهوم التمهيد في دروس اللغة العربية

    مُساهمة من طرف سوسو الإثنين نوفمبر 08, 2010 11:34 pm




    يظل التمهيد مرحلة هامة من مراحل الدرس وإن كان لا يشغل حيزا كبيرا في زمن الحصة ولعل أهميته تأتي ـ على قصر زمنه ـ من كونه البوابة العملية والذهنية والنفسية التي تضع التلميذة مباشرة أمام الدرس فتتلقاه دون ارتباك عملي أو تشوش ذهني مما يعطي المعلمة الفرصة الكاملة لمتابعة أجزاء الدرس عرضا وموازنة واستنباطا وتطبيقا بمرونة وتفاعل .

    ولعل معلمة اللغة العربية من أعوز المعلمات إلى مهارة خاصة تكفل لها استغلال كل تلك الطاقات العملية والذهنية والنفسية استغلالا حيا مكثفا يتخطى إلى النواة الفعلية في الدرس بحيث يرتبط التمهيد بهذه النواة ارتباطا وثيقا لتحقيق الخبرة في فكر التلميذة بأيسر الطرق وأسرعها ، فاللغة العربية اعتمادا على طبيعتها ومناهجها وموقف التلميذة منها ـ والذي يشوبه الفتور أو النفور كنفورها من الإعراب وفتورها إزاء دروس التعبير التي تتطلب المهارة الكتابية الإنشائية ـ تحتاج إلى جهد مضاعف ودقيق ومنهجي من المعلمة وأول ما تبرز هذه الدقة والمنهجية في مرحلة التمهيد .




    مفهوم التمهيد

    التمهيد هو التهيئة والإعداد والتوطئة والتقديم والتبسيط والتسهيل والتسوية والتذليل

    ويمكن من هذه المعاني اللغوية إدراك أهمية التمهيد وفهم صلته بالنواحي الفكرية المتأصلة في الإنسان "فعقل الإنسان مؤسس على التجارب التي يمارسها " ويتلقاها باستمرار ؛ وبهذا يمكِّن التمهيد من الاستفادة من التجارب السابقة لاستقطاب تجربة جديدة بطريقة تقوم على موازنة العلاقات وتمييزها ومن ثم التوصل إلى فكرة مستقلة واضحة في الذهن ، وهذه هي مهمة التمهيد الرئيسة.

    ويذهب علم النفس إلى أن التمهيد هو ( قانون الاستعداد) فثورنديك يرى أنه بدون استعداد لا يكون تعلم ، فينبغي إذاً ـ أخذا بهذا القانون النفسي ـ إعطاء مرحلة التمهيد الأهمية القصوى ، والحث الجاد من قبل مصدر التعلم (المعلمة) على بعث تلك الطاقات التي أشير إليها قبل قليل في نفس المتلقي (التلميذة) وذهنه لتولد الخبرة ثم تنمو.

    وحتى لو استقصينا إلى الوجهة البلاغية ؛ فمفهوم التمهيد ينطوي على التشويق ، فنجد أن التقديم للشيء إنما يُعمد إليه لأهميته وإثارة الفضول لمعرفته بالتوطئة له والتهيئة لعناصره كقولنا : "واحدة من تلميذات الفصل تستحق التكريم " فاسم التلميذة المقصودة أصبح بتقديم كلمة واحدة ـ وهي المسند إليه ـ أمر يشوق نفوس بقية التلميذات ويحفزها لطلب المعرفة ـ وهي المسند أو الخبر المتأخر ـ "فإذا عرفت النفس ذلك تمكن الخبر المتأخر فيها واستقر" وهنا تبرز فاعلية التمهيد إن سخر لهذا الغرض بما يتناسب والدرس الملقى ؛ فيكون وسيلة من الوسائل الفاعلة لحصول الخبرة بتمكن واستقرار .



    ومن هذه النقطة الأخيرة يعرف التربويون والمشتغلون بطرق التدريس التمهيد للدرس بأنه "خطوة إذكاء شوق التلاميذ إليه وإثارة اهتمامهم به" فـهذا أدعـى للتركيز في الموضـوع الجديد بعد أن يكون التفكير موزعا على أشياء عديدة لا تمت للدرس بصلة .

    ومهما تشعبت أو تنوعت مفاهيم التمهيد يبقى جوهره دالا على ربط المعلومات الجديدة التي ستتلقاها التلميذات في الدرس بمعلوماتهن القديمة وخبراتهن السابقة ذات الصلات الوثيقة بموضوع الدرس نفسه مهما كان نوع هذا الربط ، فإذا ما عرفت المعلمة ومعلمة اللغة العربية خاصة كيف تتأتى بحذاقة إلى تحقيق ذلك بتركيز بالغ تمكنت من توجيه طاقات التمهيد الوجهة المناط بها .

    ويقودنا البسط في المفهوم إلى الإشارة إلى بعض النقاط التي لا بد من توافرها في التمهيد :

    ـ أن يكون طبيعيا بعيدا عن التكلف ؛ فلا تتعسف المعلمة وتلقي سؤالا يثير استغراب التلميذات وربما لا تستسيغه الواعيات منهن ، كأن تمهد لموضوع درس (الحديقة المدرسية) مثلا بعدة أسئلة :س1/إذا زرت مريضا ماذا تهدين إليه عادة ؟ س2/ من أين نقطف الأزهار ؟ س3/ هل توجد الحدائق في المدارس ؟ ... ومثل هذا يؤدي حتما إلى تشتت التلميذة بدلا من تهيئتها للدرس، فيضيع بذلك غرض التمهيد.

    ـ أن يكون بعيدا عن التمحل والاستنتاج اللفظي لعنوان الدرس ؛ فلا تصب المعلمة جهدها في استنطاق التلميذات اللفظ المنصوص عليه عنوانا للدرس ، كأن يكون ذلك في درس (النعت الحقيقي) فتطرح السؤال التالي : ما معنى نعتُ لكِ الطريق حتى تعرفيه ؟ إذا ما الوصف ؟ ... وتحاول المعلمة بجهد واضح الوصول إلى نص العنوان وتفوت على التلميذة الربط النحوي الذي هو أولى بالاهتمام .

    ـ أن يكون مركزا سريعا شيئا ما حتى لا يبعث على السأم ؛ ففي درس (القدس) مثلا تمهد بعدة أسئلة : س1/ عددي بعض الدول العربية ؟ س2/ هاتي عواصمها ؟ أي عاصمة منها نستطيع أن نطلق عليها اسم العاصمة الحزينة التي احتلت أرضها ؟ ... ، ولو أن المعلمة ركزت تمهيدها بسؤال : إلى أين كان مسرى النبي e ؟ لأجادت

    ـ أن يكون التمهيد أسهل من الدرس نفسه ، لذا يؤثر بعض المربين ألا يذكر شيء عن الغرض الأساس من الدرس ـ لا سيما الاستقرائية منها ـ حتى لا تستصعبه المتفوقات أو يبهم إبهاما على من دونهن ، فإذا كان التمهيد مفهوما لجميع التلميذات فمن المتوقع أن يوجهن انتباههن إلى الأجزاء الأكثر صعوبة في الدرس ، فلا تبدأ المعلمة بعرض قاعدة (ما بعد النكرات صفات) في درس (النعت الحقيقي) السابق على اعتماد أن هذا مدخل للدرس.

    ـ وتتميز معلمة اللغة العربية بإحكام صياغتها لأسئلة التمهيد واختيار ألفاظها بحيث تكون معبرة مثقفة شافَّة تماما عن أغراض الدرس بلا تقعر أو غموض خاصة في شروح النصوص الأدبية وبعض قطع المطالعة العربية ، مما يؤدي إلى استفادة التلميذة لغويا ومساعدتها على تقوية ملكتها الذوقية وتعويدها الدقة في التعبير ، فضلا على إدراك مدى مرونة اللغة وثرائها فتحبها وتعتز بها . فثمة فرق في تعبير المعلمة عن أسئلتها أثناء التمهيد لدرس (لبيك يا رب الحجيج) بهذا اللفظ العام : ماذا يقول الحاج ؟ أو بهذا اللفظ الموحي : بم يلهج المحرم ؟ .


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 10:13 am