اسماعيل عليه السلام رسول نبيّ، ابن إبراهيم عليه السلام، وأمه هاجر المصرية.كانت سارة ـ زوجة إبراهيم عليه السلام عاقرًا (لاتلد) وكان ملك مصر قد وهبها فتاةً مصرية تخدمها هي هاجر، فأعطت سارة زوجها إبراهيم عليه السلام هاجر، علَّها تلد له غلامًا يأنسون به، فولدت هاجر إسماعيل عليه السلام. ثم بدأت الغيرة تدب إلى قلب سارة من جاريتها، وأخذت ترجو زوجها أن يذهب بالولد وأمه إلى حيث لاتراه عينها. وشاءت حكمة الله أن يحقق لها ذلك، فأوحى إلى خليله أن يذهب بإسماعيل وأمه، ويسكنهما بوادٍ غير ذي زرع، ممتحنًا خليله بالتفريق بينه وبين ولده، أحب المخلوقات إليه.
وقد أثنى الله تعالى في محكم كتابه على إسماعيل فقال: ﴿واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا ¦وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربّه مَرضيًّا﴾ مريم: 54، 55 . ولاتذكر الروايات شيئًا البتة عن رسالة إسماعيل، أو عن نزول الوحي عليه، ولم توضح صلته بنشر ملة إبراهيم.
ومن أهم الأحداث في حياة إسماعيل، وحياة أبيه إبراهيم عليهما الصلاة والسلام قصة الذبح. فقد شاءت حكمة الله أن يبتلي النََّبيين الكريمين بأن يأمر الوالد بذبح ولده، وجاء الأمر منامًا ـ ورؤيا الأنبياء وحي ـ ربما ليكون ذلك أدلَّ على الطاعة والامتثال. قال تعالى: ﴿فبشّرناه بغلامٍ حليم¦فلما بلغ معه السّعي قال يابنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ¦ فلما أسلما وتلّه للجبين¦ وناديناه أن يا إبراهيم ¦ قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين¦ إنّ هذا لهو البلاء المبين ¦وفديناه بذبح عظيم﴾ الصافات: 101-107 .
مَنْ الذبيح؟ اختُلف في الذبيح، فقال قوم: هو إسحاق عليه السلام، وهذا قول اليهود والنصارى، كما روي عن بعض الصحابة والتابعين. وقال آخرون: بل هو إسماعيل، وهو قول جماهير أهل العلم.
ومن أهم ما استدل به القائلون بأن الذبيح هو إسحاق: حديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وآخر رواه الطبري في تفسيره. لكنَّ إسنادي الحديثين لم يسلما من الطعن. كما استُدل بما جاء في الإنجيل (رسالة إلى العبرانيين: 11/17-19)، وفيه أن الله أمر رسوله إبراهيم بذبح وحيده إسحاق، ومعلوم أن إسحاق عليه السلام لم يكن وحيد أبيه أبدًا، لأنه ولد بعد إسماعيل عليه السلام.
أما أهمّ أدلة القائلين بأن الذبيح هو إسماعيل، فهي ـ بالإضافة إلى ردِّ أدلّة من يقولون: إنه إسحاق، وتوجيه ماورد في الإنجيل إلى عكس ما يرومون، وبيان أنّ لفظة إسحاق مُقحمة فيه ـ فهي أيضًا روايات صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما يصرّح فيها بأن الذبيح هو إسماعيل.
ثم: كيف يؤمر إبراهيم بذبح إسحاق وهو ابنه الموعود الذي يخرج منه الشعب المختار: ¸بإسحاق يُدعى لك نسل·؟! ولو كان إسحاق قد كبر وتزوج، وأنجب، ثم أمر بذبحه لزالت المشكلة، ولكن كيف يموت وليس له ولدٌ يحفظ نسله، ويتحقق ـ مع ذلك ـ الوعد الذي أُعطي لإبراهيم؟!
قال بعض علماء النصارى: إن إبراهيم عليه السلام كان على يقين أن الله سوف يعيد الحياة إلى ولده بعد الذبح: ¸أنّ الله قادر على الإقامة من الأموات·، ولكنّ هذا يُقلل كثيرًا من قيمة التضحية، لأن الأب عندئذ يعلم أن الولد المذبوح سيرجع إليه.
ودليل آخر هو أن قصة الذبح كانت بمكة، ولذلك جعلت القرابين يوم النحر بها، ومعلوم أن إسماعيل وأمّه هما اللذان كانا بمكة دون إسحاق وأمه. إذن إبراهيم عليه السلام جاء بابنه إسماعيل وهو طفل رضيع مع أمه هاجر. وتركهما بالقرب من مكان بئر زمزم الحالي، وترك لهما جرابًا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم اتجه إبراهيم عائدًا، فنادته أم إسماعيل فلم يلتفت إليها. فقالت له آلله أمرك بهذا؟ قال نعم. قالت إذن لن يضيعنا. وعندما نفد ما عندها من الزاد وجف لبنها، أخذت تهرول بين جبلي الصفا والمروة لعلها تجد من يساعدها ويمدها بالطعام والشراب وإسماعيل بالقرب منها يبكي من الجوع والعطش، فعلت ذلك سبع مرات. ولما أتمت السابعة ظهر لها ملك فنقر الأرض وانبثق الماء. وفي رواية أخرى أن الماء انبثق عند رجل إسماعيل التي كان يدق بها الأرض وهو يصيح. وجاء إبراهيم بعد حين ليزور ابنه إسماعيل وزوجه هاجر وهداه الله إلى بناء الكعبة. وفي هذا يقول الله تعالى: ﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ¦ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم﴾ البقرة: 127، 128 .
وقد كان إسماعيل عليه السلام يساعد أباه عليه السلام في البناء إذ إنه كان يناوله الحجارة، وهو شاب في مقتبل العمر. وكانت قبيلة جرهم تقطن حينذاك بالقرب من البيت الحرام. وتزوج إسماعيل امرأة من جرهم. ويذهب علماء الأنساب عند العرب إلى أن العرب ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: العرب البائدة، والعرب العاربة، والعرب المستعربة. ويقولون إن إسماعيل هو جد العرب المستعربة وهم يرجعون بنسبهم إلى عدنان ولد إسماعيل.
وقد أثنى الله تعالى في محكم كتابه على إسماعيل فقال: ﴿واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا ¦وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربّه مَرضيًّا﴾ مريم: 54، 55 . ولاتذكر الروايات شيئًا البتة عن رسالة إسماعيل، أو عن نزول الوحي عليه، ولم توضح صلته بنشر ملة إبراهيم.
ومن أهم الأحداث في حياة إسماعيل، وحياة أبيه إبراهيم عليهما الصلاة والسلام قصة الذبح. فقد شاءت حكمة الله أن يبتلي النََّبيين الكريمين بأن يأمر الوالد بذبح ولده، وجاء الأمر منامًا ـ ورؤيا الأنبياء وحي ـ ربما ليكون ذلك أدلَّ على الطاعة والامتثال. قال تعالى: ﴿فبشّرناه بغلامٍ حليم¦فلما بلغ معه السّعي قال يابنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ¦ فلما أسلما وتلّه للجبين¦ وناديناه أن يا إبراهيم ¦ قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين¦ إنّ هذا لهو البلاء المبين ¦وفديناه بذبح عظيم﴾ الصافات: 101-107 .
مَنْ الذبيح؟ اختُلف في الذبيح، فقال قوم: هو إسحاق عليه السلام، وهذا قول اليهود والنصارى، كما روي عن بعض الصحابة والتابعين. وقال آخرون: بل هو إسماعيل، وهو قول جماهير أهل العلم.
ومن أهم ما استدل به القائلون بأن الذبيح هو إسحاق: حديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وآخر رواه الطبري في تفسيره. لكنَّ إسنادي الحديثين لم يسلما من الطعن. كما استُدل بما جاء في الإنجيل (رسالة إلى العبرانيين: 11/17-19)، وفيه أن الله أمر رسوله إبراهيم بذبح وحيده إسحاق، ومعلوم أن إسحاق عليه السلام لم يكن وحيد أبيه أبدًا، لأنه ولد بعد إسماعيل عليه السلام.
أما أهمّ أدلة القائلين بأن الذبيح هو إسماعيل، فهي ـ بالإضافة إلى ردِّ أدلّة من يقولون: إنه إسحاق، وتوجيه ماورد في الإنجيل إلى عكس ما يرومون، وبيان أنّ لفظة إسحاق مُقحمة فيه ـ فهي أيضًا روايات صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما يصرّح فيها بأن الذبيح هو إسماعيل.
ثم: كيف يؤمر إبراهيم بذبح إسحاق وهو ابنه الموعود الذي يخرج منه الشعب المختار: ¸بإسحاق يُدعى لك نسل·؟! ولو كان إسحاق قد كبر وتزوج، وأنجب، ثم أمر بذبحه لزالت المشكلة، ولكن كيف يموت وليس له ولدٌ يحفظ نسله، ويتحقق ـ مع ذلك ـ الوعد الذي أُعطي لإبراهيم؟!
قال بعض علماء النصارى: إن إبراهيم عليه السلام كان على يقين أن الله سوف يعيد الحياة إلى ولده بعد الذبح: ¸أنّ الله قادر على الإقامة من الأموات·، ولكنّ هذا يُقلل كثيرًا من قيمة التضحية، لأن الأب عندئذ يعلم أن الولد المذبوح سيرجع إليه.
ودليل آخر هو أن قصة الذبح كانت بمكة، ولذلك جعلت القرابين يوم النحر بها، ومعلوم أن إسماعيل وأمّه هما اللذان كانا بمكة دون إسحاق وأمه. إذن إبراهيم عليه السلام جاء بابنه إسماعيل وهو طفل رضيع مع أمه هاجر. وتركهما بالقرب من مكان بئر زمزم الحالي، وترك لهما جرابًا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم اتجه إبراهيم عائدًا، فنادته أم إسماعيل فلم يلتفت إليها. فقالت له آلله أمرك بهذا؟ قال نعم. قالت إذن لن يضيعنا. وعندما نفد ما عندها من الزاد وجف لبنها، أخذت تهرول بين جبلي الصفا والمروة لعلها تجد من يساعدها ويمدها بالطعام والشراب وإسماعيل بالقرب منها يبكي من الجوع والعطش، فعلت ذلك سبع مرات. ولما أتمت السابعة ظهر لها ملك فنقر الأرض وانبثق الماء. وفي رواية أخرى أن الماء انبثق عند رجل إسماعيل التي كان يدق بها الأرض وهو يصيح. وجاء إبراهيم بعد حين ليزور ابنه إسماعيل وزوجه هاجر وهداه الله إلى بناء الكعبة. وفي هذا يقول الله تعالى: ﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ¦ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم﴾ البقرة: 127، 128 .
وقد كان إسماعيل عليه السلام يساعد أباه عليه السلام في البناء إذ إنه كان يناوله الحجارة، وهو شاب في مقتبل العمر. وكانت قبيلة جرهم تقطن حينذاك بالقرب من البيت الحرام. وتزوج إسماعيل امرأة من جرهم. ويذهب علماء الأنساب عند العرب إلى أن العرب ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: العرب البائدة، والعرب العاربة، والعرب المستعربة. ويقولون إن إسماعيل هو جد العرب المستعربة وهم يرجعون بنسبهم إلى عدنان ولد إسماعيل.