جوجل بليكس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بــك في منتدى جوجل بليكس قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً وسروراً ولأجلكم نفرش الأرض زهور أهلا بك وردا ندية تنضم لورود جوجل بليكس ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز فأحللت أهلاا وطئت سهلاا

    هوة مع تركيا

    avatar
    حنان


    عدد المساهمات : 145
    تاريخ التسجيل : 13/10/2010

    google px 4 هوة مع تركيا

    مُساهمة من طرف حنان الجمعة نوفمبر 26, 2010 5:20 am


    ساطع نور الدين - السفير اللبنانية

    لزمت جميع العواصم العربية من دون استثناء الصمت إزاء نتائج الاستفتاء على الاصلاحات الدستورية في تركيا. ولم يبادر اي زعيم عربي الى الاتصال برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، صديق العرب ونصير قضاياهم الكبرى، مهنئا بالنصر الباهر الذي حققه في تغيير وجه ذلك البلد الاسلامي وتحريره من حكم العسكر وثقافتهم، ونقله الى رحاب الدولة المدنية العصرية.

    كان الصمت العربي ملاذا آمنا له حجته القوية: لا يجوز التدخل في الشؤون الداخلية التركية التي وضعت قيد الامتحان خلال استفتاء شعبي عام لم يشمل دعوة الناخب التركي الى التصويت على اي من قضايا السياسة الخارجية. ولا يمكن الزعم أن أحدا يدرك مغزى ذلك التحول التاريخي في تركيا وأثره المحتمل على العلاقات العربية التركية.

    لم يكن الاستفتاء التركي بحد ذاته خبرا محببا في اي عاصمة عربية. والأرجح انه عمق الهوة بين العرب وبين تركيا اكثر مما ساهم في ردمها، كما انه شكل مفاجأة بالنسبة الى الرأي العام العربي الذي لم يكن يتوقع ان يكون الاتراك على هذا المستوى من التطور والتقدم، ولم يكن يريد ان يتوصل الى ذلك الاكتشاف، كما انه لم يكن يود ان ترتفع مكانة اردوغان الى هذا المستوى الذي يتيح له النظر باستخفاف او على الاقل باستعلاء الى العرب، بعدما حاز، ومن خلال صناديق الاقتراع التي لم تشبها شائبة، على غالبية شعبية ساحقة لا يمكن ان تتوافر لأي زعيم عربي.. وهو ما فعله مؤخرا عندما سخر من دول النفط العربية لتلكئها في نجدة ضحايا الفيضانات في باكستان، مع ان معظمها اقام جسورا جوية متواصلة حتى اليوم لاغاثة المنكوبين الباكستانيين.

    اما دروس الاستفتاء فإنها ستكون على الاغلب محبطة للعرب، سواء كانوا حكاما ورثوا السلطة عن الآباء والاجداد ولم يستفتوا احدا حتى على هوامشها، او معارضين اسلاميين تطلعوا يوما الى اردوغان وحزبه، العدالة والتنمية، باعتبارهما ورثة الخلافة الاسلامية. فإذا هم جميعا امام حالة ديموقراطية فريدة في العالم الاسلامي كله، تتحدى الانظمة ومعارضاتها بدرجة متساوية تقريبا، وتجرد الخطاب السياسي العربي الراهن من اي محتوى.

    والواقع ان النظرة التركية، الاسلامية والعلمانية على حد سواء، لا تخلو من الاعتقاد بأن التخلف العربي مقيم وثابت، ولن يتم التخلص منه الا بعدد من المعجزات الالهية، التي يمكن ان تؤدي يوما ما الى الافادة من بعض اوجه التجربة التركية الخاصة، والمبنية على مصالحة حقيقية بين الهوية الدينية والوطنية، من دون ادعاءات قومية كبرى.. ومن دون اوهام بالقدرة على تحقيق انتصارات على أعداء الامة، بالدعاء فقط.

    لم يكن الاستفتاء التركي مصدر إعجاب لاحد من العرب، الموالين الذين كانوا يفضلون وربما ما زالوا يتكهنون بأن الجيش في تركيا يمكن أن يخرج من ثكناته مجددا للاستيلاء على السلطة، والمعارضين الذين كانوا يتمنون ان يرتدي اردوغان عمامة ويعلن نفسه خليفة المسلمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 6:23 am