عاقبوا من يسيء لسمعتنا
لا أصدّق العدد المتزايد من الشكاوى والمعاريض، التي تمطر مكاتب أجهزتنا الحكومية وتتصدر صفحات صحفنا المحلية، وتنتشر قصص مظلوميها في المجالس والمنتديات وعلى الفضائيات الدولية، علماً بأننا نملك أفضل القرارات والأنظمة الهادفة لمواجهة كافة تحدياتنا وتوفير الأحكام الناجعة لجميع مظلومينا
وسط استغراب قطاع الطيران التجاري العالمي، نشرت وسائل الإعلام الدولية في الشهر الماضي أخبار خسارة شركة "سما" لمبلغ 300 مليون دولار، وقيامها بتسريح 95% من موظفيها البالغ عددهم 655 موظفاً.
لا أصدّق خسارة طيران "الخيالة" قبل عامين، وطيران "سما" قبل أسبوعين، وأنا أتابع تهافت كافة الخطوط العربية والعالمية على زيادة حصّتها في أجوائنا السعودية وترعرع أرباحها وتضخّم أساطيلها الحديثة على حساب تردّي خطوطنا الجوية الوطنية.
لا أصدّق أننا ما زلنا نتمادى في إطلاق اسم مؤسس وطننا الكبير، وأعظم شخصية قيادية عرفها التاريخ الحديث، على أسوأ مطاراتنا (الدولية) القائمة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وضيوفنا ومواطنينا. ولا أصدّق أن موحد مملكتنا، الذي أعزنا بسلالة مجده وجمع شملنا تحت راية أجداده ورفع شأننا بخلافة أفضل أبنائه، كان ليقبل اليوم بتسمية مطار "جدة" على اسمه، رحمه الله.
لا أصدّق أن مطارات الملك فهد بالدمام والملك عبد العزيز بجدة والملك خالد بالرياض، التي تربّعت على رأس قائمة أكبر المطارات الدولية مساحةً، تراجعت مرتبتها بشكل كبير في عدد المسافرين المتردّدين عليها وعدد الطائرات التي ترتادها. ولا أصدّق أن مطار "هيثرو" اللندني حاز في العام الماضي على المرتبة الأولى في عدد الطائرات التي ترتاده، علماً بأنه أصغر من مساحة مطار الملك فهد الدولي بحدود 160 ضعفا.
لا أصدّق أن سماء "حائل" الصافية، التي تتميز بأنها أكثر الممرات الجوية استخداماً للطيران التجاري في العالم، تخلّت عن أعز ما لديها من مزايا تنافسية، وقدمتها على طبق من فضة إلى الخطوط الخليجية الناشئة. ولا أصدّق أن مطارات الجوار الناشئة أصبحت اليوم تتفاخر بمستوياتها الدولية ذات الكفاءة العالية، وأنها غدت مركزاً دولياً للممرات الجوية الدولية، وأكثر قدرة على استقطاب عملائها من جميع أنحاء المعمورة، بما فيها جارتها السعودية.
لا أصدّق أن موانئنا السعودية المنتشرة على شواطئ البحر الأحمر، الملّقب بالممر الملاحي الأمثل للتجارة العالمية، تنازلت عن أفضل مزاياها النسبية لزميلاتها من الموانئ الصاعدة في الخليج العربي المحفوف بالمخاطر، التي أصبحت تتفاخر بسهولة تخليص البضائع وتفريغ الناقلات وتسليم السلع في أزمان قياسية تضاهي في الكفاءة مثيلاتها من الموانئ السعودية، ولترتفع قيمة واردات دول الجوار إلى المراتب المتقدمة وتتخطى بذلك قيمة الواردات السعودية لأول مرة في تاريخ التجارة العالمية.
لا أصدّق أن وطننا العظيم، الذي يتربع على عرش أكبر دول العالم في مخزون النفط وإنتاجه وتصديره، ويحتل المرتبة الأولى في تحلية المياه المالحة، ما زال يعتمد على الغير في استيراد قطع غيار حفر آبار النفط وتكرير الزيت الخام وتجميع الغاز، وأجهزة محطات التحلية والتنقية، عدا عن إخفاقنا المرير في إنشاء المخزون الاستراتيجي للمياه العذبة.
لا أصدّق أن مملكتنا الحبيبة، التي تبوأت المركز 12 في قيمة الصادرات العالمية، والمرتبة 18 في الناتج المحلي الإجمالي، والمرتبة 13 في التنافسية العالمية، والمرتبة الأولى بين الدول العربية، والثامنة بين دول المعمورة قاطبة، في جذب رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي، أصبحت اليوم عرضة للاتهام بإغراق أسواق الهند والصين وتركيا وأستراليا بصادراتنا البتروكيماوية. ولا أصدّق أننا ما زلنا نقف مكتوفي الأيدي أمام أحكام هذه الدول الأحادية المجحفة بحقّ صناعتنا والصادرة ضدنا، لتسيء لسمعة منتجاتنا بين دول العالم وتثني عزائمنا عن استخدام مزايانا التنافسية، التي جاهدنا بكل قوانا لتثبيت أحقيتنا الشرعية بها خلال مفاوضات انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية.
لا أصدّق العدد المتزايد من الشكاوى والمعاريض ووثائق التظلم، التي تمطر مكاتب أجهزتنا الحكومية وتتصدر صفحات صحفنا المحلية ومجلاتنا العالمية، وتنتشر قصص مظلوميها في المجالس والمنتديات وعلى الفضائيات الدولية، علماً بأننا نملك أفضل القرارات والأنظمة الهادفة لمواجهة كافة تحدياتنا وتوفير الأحكام الناجعة لجميع مظلومينا.
لا أصدّق أنّ أسواقنا التجارية العريقة أصبحت مرتعاً خصباً لأساليب الغش التجاري، لتفوق خسائرنا منها 11 مليار دولار سنوياً وتقتل 3000 من مواطنينا، علماً بأن لدينا جميع الأنظمة وكافة اللوائح التي تكافح، بل وتقضي على هذه الآفة الخطيرة التي أقلقت مضاجعنا.
لا أصدّق أن عالمنا العربي ما زال مصراً على بناء حواجز الشقاق وهدم مبادئ الاتفاق، ونحن الذين أكرمنا الله بالدين الأوحد ولغة الضاد الواحدة وجذور العرق الواحد. ولا أصدّق كيف ألّفت التجارة بين قلوب الشعوب الأوروبية المتناحرة ولمَّ الاقتصاد شملهم على اختلاف أديانهم وأصولهم ولغاتهم، فتحالفت ألمانيا (العدوة) مع فرنسا (اللدودة) وبريطانيا (النظامية) مع إيطاليا (الفوضوية) وإسبانيا (العنيفة) مع هولندا (الأليفة) والصين (الشيوعية) مع أمريكا (الرأسمالية)، لتتلاشى أحقادهم في معقل العولمة وتنحسر همومهم في بوتقة الأقلمة تحت سقف نظام عالمي موحد.
لا أصدّق أن شعوب الدول المتقدمة، التي تشكل 20% فقط من سكان العالم وتفتقر لخيرات الأرض وثروات الطاقة، تتحكم بأكثر من 89% من تجارة العالم، و90% من حركة رؤوس الأموال، و92% من خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، و88% من صناعة الغذاء، و93% من إنتاج الدواء، و97% من براءات الاختراع.
لا أصدق أننا ما زلنا نسدل اللثام على وجه كل من يجرؤ على الإساءة لمسيرتنا التنموية، ولا نلجأ لمحاكمته ومعاقبته لتقصيره في أداء واجبه، فأمن العقاب وأساء الأدب.
فواز العلمي
لا أصدّق العدد المتزايد من الشكاوى والمعاريض، التي تمطر مكاتب أجهزتنا الحكومية وتتصدر صفحات صحفنا المحلية، وتنتشر قصص مظلوميها في المجالس والمنتديات وعلى الفضائيات الدولية، علماً بأننا نملك أفضل القرارات والأنظمة الهادفة لمواجهة كافة تحدياتنا وتوفير الأحكام الناجعة لجميع مظلومينا
وسط استغراب قطاع الطيران التجاري العالمي، نشرت وسائل الإعلام الدولية في الشهر الماضي أخبار خسارة شركة "سما" لمبلغ 300 مليون دولار، وقيامها بتسريح 95% من موظفيها البالغ عددهم 655 موظفاً.
لا أصدّق خسارة طيران "الخيالة" قبل عامين، وطيران "سما" قبل أسبوعين، وأنا أتابع تهافت كافة الخطوط العربية والعالمية على زيادة حصّتها في أجوائنا السعودية وترعرع أرباحها وتضخّم أساطيلها الحديثة على حساب تردّي خطوطنا الجوية الوطنية.
لا أصدّق أننا ما زلنا نتمادى في إطلاق اسم مؤسس وطننا الكبير، وأعظم شخصية قيادية عرفها التاريخ الحديث، على أسوأ مطاراتنا (الدولية) القائمة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وضيوفنا ومواطنينا. ولا أصدّق أن موحد مملكتنا، الذي أعزنا بسلالة مجده وجمع شملنا تحت راية أجداده ورفع شأننا بخلافة أفضل أبنائه، كان ليقبل اليوم بتسمية مطار "جدة" على اسمه، رحمه الله.
لا أصدّق أن مطارات الملك فهد بالدمام والملك عبد العزيز بجدة والملك خالد بالرياض، التي تربّعت على رأس قائمة أكبر المطارات الدولية مساحةً، تراجعت مرتبتها بشكل كبير في عدد المسافرين المتردّدين عليها وعدد الطائرات التي ترتادها. ولا أصدّق أن مطار "هيثرو" اللندني حاز في العام الماضي على المرتبة الأولى في عدد الطائرات التي ترتاده، علماً بأنه أصغر من مساحة مطار الملك فهد الدولي بحدود 160 ضعفا.
لا أصدّق أن سماء "حائل" الصافية، التي تتميز بأنها أكثر الممرات الجوية استخداماً للطيران التجاري في العالم، تخلّت عن أعز ما لديها من مزايا تنافسية، وقدمتها على طبق من فضة إلى الخطوط الخليجية الناشئة. ولا أصدّق أن مطارات الجوار الناشئة أصبحت اليوم تتفاخر بمستوياتها الدولية ذات الكفاءة العالية، وأنها غدت مركزاً دولياً للممرات الجوية الدولية، وأكثر قدرة على استقطاب عملائها من جميع أنحاء المعمورة، بما فيها جارتها السعودية.
لا أصدّق أن موانئنا السعودية المنتشرة على شواطئ البحر الأحمر، الملّقب بالممر الملاحي الأمثل للتجارة العالمية، تنازلت عن أفضل مزاياها النسبية لزميلاتها من الموانئ الصاعدة في الخليج العربي المحفوف بالمخاطر، التي أصبحت تتفاخر بسهولة تخليص البضائع وتفريغ الناقلات وتسليم السلع في أزمان قياسية تضاهي في الكفاءة مثيلاتها من الموانئ السعودية، ولترتفع قيمة واردات دول الجوار إلى المراتب المتقدمة وتتخطى بذلك قيمة الواردات السعودية لأول مرة في تاريخ التجارة العالمية.
لا أصدّق أن وطننا العظيم، الذي يتربع على عرش أكبر دول العالم في مخزون النفط وإنتاجه وتصديره، ويحتل المرتبة الأولى في تحلية المياه المالحة، ما زال يعتمد على الغير في استيراد قطع غيار حفر آبار النفط وتكرير الزيت الخام وتجميع الغاز، وأجهزة محطات التحلية والتنقية، عدا عن إخفاقنا المرير في إنشاء المخزون الاستراتيجي للمياه العذبة.
لا أصدّق أن مملكتنا الحبيبة، التي تبوأت المركز 12 في قيمة الصادرات العالمية، والمرتبة 18 في الناتج المحلي الإجمالي، والمرتبة 13 في التنافسية العالمية، والمرتبة الأولى بين الدول العربية، والثامنة بين دول المعمورة قاطبة، في جذب رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي، أصبحت اليوم عرضة للاتهام بإغراق أسواق الهند والصين وتركيا وأستراليا بصادراتنا البتروكيماوية. ولا أصدّق أننا ما زلنا نقف مكتوفي الأيدي أمام أحكام هذه الدول الأحادية المجحفة بحقّ صناعتنا والصادرة ضدنا، لتسيء لسمعة منتجاتنا بين دول العالم وتثني عزائمنا عن استخدام مزايانا التنافسية، التي جاهدنا بكل قوانا لتثبيت أحقيتنا الشرعية بها خلال مفاوضات انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية.
لا أصدّق العدد المتزايد من الشكاوى والمعاريض ووثائق التظلم، التي تمطر مكاتب أجهزتنا الحكومية وتتصدر صفحات صحفنا المحلية ومجلاتنا العالمية، وتنتشر قصص مظلوميها في المجالس والمنتديات وعلى الفضائيات الدولية، علماً بأننا نملك أفضل القرارات والأنظمة الهادفة لمواجهة كافة تحدياتنا وتوفير الأحكام الناجعة لجميع مظلومينا.
لا أصدّق أنّ أسواقنا التجارية العريقة أصبحت مرتعاً خصباً لأساليب الغش التجاري، لتفوق خسائرنا منها 11 مليار دولار سنوياً وتقتل 3000 من مواطنينا، علماً بأن لدينا جميع الأنظمة وكافة اللوائح التي تكافح، بل وتقضي على هذه الآفة الخطيرة التي أقلقت مضاجعنا.
لا أصدّق أن عالمنا العربي ما زال مصراً على بناء حواجز الشقاق وهدم مبادئ الاتفاق، ونحن الذين أكرمنا الله بالدين الأوحد ولغة الضاد الواحدة وجذور العرق الواحد. ولا أصدّق كيف ألّفت التجارة بين قلوب الشعوب الأوروبية المتناحرة ولمَّ الاقتصاد شملهم على اختلاف أديانهم وأصولهم ولغاتهم، فتحالفت ألمانيا (العدوة) مع فرنسا (اللدودة) وبريطانيا (النظامية) مع إيطاليا (الفوضوية) وإسبانيا (العنيفة) مع هولندا (الأليفة) والصين (الشيوعية) مع أمريكا (الرأسمالية)، لتتلاشى أحقادهم في معقل العولمة وتنحسر همومهم في بوتقة الأقلمة تحت سقف نظام عالمي موحد.
لا أصدّق أن شعوب الدول المتقدمة، التي تشكل 20% فقط من سكان العالم وتفتقر لخيرات الأرض وثروات الطاقة، تتحكم بأكثر من 89% من تجارة العالم، و90% من حركة رؤوس الأموال، و92% من خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، و88% من صناعة الغذاء، و93% من إنتاج الدواء، و97% من براءات الاختراع.
لا أصدق أننا ما زلنا نسدل اللثام على وجه كل من يجرؤ على الإساءة لمسيرتنا التنموية، ولا نلجأ لمحاكمته ومعاقبته لتقصيره في أداء واجبه، فأمن العقاب وأساء الأدب.
فواز العلمي