لم تثنِه الإعاقة عن الوصول للعالمية، فبصبرٍ وإصرارٍ استطاع الطفل السعودي المعاق عبد الرحمن حسن الحمدان (13 عامًا) أن يحصد 6 ميداليات دولية، ويتوج بطلاً للعالم في السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة.
ورغم هذه البطولات إلا أن الحامد يحلم بعبور بحر المانش وبتجسيد شخصية كرتونية تكون رمزًا لأطفال العرب المعاقين لمساعدتهم على تخطي الصعاب والتعايش مع المجتمع.
ويروي الحمدان مشواره الحياتي قائلاً: “ولدت في مدينه الرياض مصابًا بمرضٍ يسمى انشقاق العمود الفقري،
http://static.nawaret.com/wp-content/uploads/2010/10/d10.jpg
لذي عادةً ما يحدث أثناء تكون الجنين في بطن الأم، ويسبب: عجزًا عن الحركة في الأطراف السفلية، وصعوبةً في الجلوس بسبب تحدب الظهر، وأعراضًا مصاحبة مثل صعوبة الإخراج، والتهابات المسالك البولية والجهاز التنفسي”.
“لكن –يتابع الحمدان– رزقني الله بأبوين طيبين تقبَّلا إعاقتي ولم يحبساني في البيت، بل شرعا منذ بداية طفولتي بدمجي في المجتمع، وعدلا في تعاملهما بيني وبين إخوتي”.
وعن بداية مسيرته الرياضية يقول: “وأنا عمري 10 سنوات ذهبت يومًا مع أخي الأصغر إلى مدرسةٍ لتعليم السباحة لأشاهد فقط كيف يتعلمون السباحة، ثم بدأت بلمس الماء وأنا على الكرسي المتحرك لأبلل ملابسي، فكنت أتمنى أن ألعب مثلهم، ثم طلبت من والدي أن يجلسني مع أخي في حوض السباحة، فأنزلني بعد أن استأذن المدرب، وكانت تلك أول مرة أنزل فيها حوض السباحة، وكان من أحواض الجاكوزي، وهو ضحل جدًا لا يتجاوز عمقه 3 أمتار، بعدها صرت أتردد على المسبح لكي تعلم السباحة، وبدأت مشوار الألف ميل”.
ويستطرد الطفل السعودي قائلاً: “كنت أتعلم بصعوبة، فوالدي كان يجلسني على حافة المسبح، ويعلمني خطوة خطوة، وبعد مرور عام كامل أصبحت أتقن السباحة الأمامية ولمسافة قصيرة، وفي العام الثاني زادت قوتي وزاد حماسي وتعلمت سباحة الصدر الحرة، والحمد لله أنا الآن سباح 3000 متر في المياه المفتوحة (البحار) وهذا من كرم الله عليّ”.
وعن إنجازاته الرياضية يقول: “بفضل الله أحرزت أكثر من 19 ميدالية محلية و6 ميداليات دولية، وحصلت على لقب بطل العالم في السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة في البطولة التي أقيمت بشنغهاي عام 2009، والحمد لله كُرمت من عدة جهات بالمملكة
http://static.nawaret.com/wp-content/uploads/2010/10/a29.jpg
وردًا على سؤالٍ عن أسباب اختياره لهذه الرياضة رغم كونها محفوفة بالمخاطر يجيب: “السباحة تعوضني عن إعاقتي، فمعها أشعر بأنني حر كالعصفور.. أذهب أينما أريد، وأحلق أينما أريد”.
تجاوز مشكلة التدريب
وعن تأثير الإعاقة على مسيرته يقول الحمدان: “المعاق لا يعلم أنه معاق إلا إذا أشعره من حوله بذلك، وهذا لم يحدث لي داخل المنزل، لكنى كنت أرى بعض نظرات الشفقة خارج المنزل، وهذا أمر طبيعي، بل أحيانًا عندما كنت أذهب للمسجد كان بعضهم يحاول التبرع لي، فكنت أبتسم في وجوههم، وأقول شكرًا أنا لست محتاجًا للمال”.
ويتابع قائلاً: “المعاق عندنا كرجل الفضاء الغريب الذي ينظر إليه الناس لوقت طويل، وهذا أمر طبيعي، لكنه ممل جدًا، وأحاول أن أعتاد عليه، فحين ألتقي بشخص بهذه المواصفات الفضولية أذهب إليه وأسلم عليه؛ لكي أقدم له رسالةً أن المعاق إنسان عادي”.
أما العقبات الخاصة بالسباحة فكانت عدم وجود مدرب متخصص في هذا المجال، وبسبب ذلك تعلم والده تدريب المعاقين حتى حصل على الرخصة الدولية في سباحة المعاقين من الاتحاد البريطاني لمعلمي السباحة، ليحل بذلك مشكلة التدريب.
مدرب عالمي
وفي ختام حديثه يعرب الطفل السعودي عن طموحاته قائلاً: “أحلم بأن أقطع بحر المانش، وأن أصبح مدربًا عالميًا أعلم الأطفال المعاقين فنون السباحة، كما أحلم بأن أزور محبوبتي قناة “MBC3″ للأطفال، وأن أقدم شخصيه كرتونية عربية تحفِّز المعاقين من الأطفال على الاندماج في المجتمع، وتساعدهم على تخطي الصعاب والتعايش مع البعض ومساعده الأسرة والمجتمع لهذه المجموعة من المعاقين”.