يعد حمام الشفاء من أهم المعالم الأثرية ذات الطابع التركي في البلدة القديمة من مدينة نابلس إذ شيد قبل 800 عام في العهد العثماني وهو الوحيد الذي ما زال يعمل في المدينة الى جانب حمام آخر صغير من اصل عشرة حمامات أغلقت.
وكان حمام الشفاء سيواجه ذات مصير الحمامات الأخرى إلى أن اعيد ترميمه في عام 1993 ويعود الحمام لعائلة طوقان إحدى عائلات مدينة نابلس. ويقسم الحمام من ناحية البناء إلى ثلاثة أقسام وهي القاعة الصيفية والقاعة الشتوية والقسم الحار الذي يتكون من بلاط النار وغرفة البخار والاستحمام وتصل مساحته إلى ألفي متر مربع.وأوضح مدير الحمام محمد احمد عامر كيفية عمل الحمام ومراحله التي تبدأ ببلاط النار السلطاني المكون من الحجر السلطاني الذي يسخن لدرجة حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية لتمرير الهواء الساخن من أسفل البلاط.
وبين عامر أن الحمام يسخن أيضا بأشعة الشمس إذ توجد أكثر من ألف فتحة زجاجية
على شكل دائري في سقفه لدخول الشمس ولا تسمح هذه الفتحات بإخراج الحرارة منه.
وأضاف أن الشخص يبقى في تلك المنطقة لمدة نصف ساعة أو 45 دقيقة قبل الدخول إلى غرفة البخار ومن ثم الانتقال إلى مرحلة تسمى (التكيس) ويستخدم فيها كيس مصنوع من جلد الجمل وحبيبات الرمل بالإضافة إلى كريم لتقشير الجسم والتخلص من الخلايا الميتة في الجلد وبعدها يتم الانتقال إلى مرحلة المساج والعلاج الطبيعي.
وبعد انتهاء مراحل الحمام التي تبقى مفتوحة إلى أن ينهي الزائر بنفسه الحمام ينتقل إلى القاعة الصيفية لتناول المشروبات الساخنة والباردة والنرجيلة حول نافورة الماء في جو عائلي دافئ.
وبنيت الحمامات في البلدة القديمة من نابلس لوفرة المياه فيها وبسبب عدم توافر المياه الساخنة في المنازل ويعود كل حمام لعائلة في نابلس كان يستخدم على مدار الأسبوع ومقسم بين الرجال والنساء.
ودرجت العادة في نابلس على إقامة حفل لحمام العريس في يوم زفافه الذي لا يختلف
عن الحمامات القديمة في دمشق وتجرى له زفة شامية بعد انتهاء مراحل الحمام حتى يصل إلى صالة الفرح.
وتقبل النساء أيضا بشكل لافت على الحمام التركي في نابلس من مختلف المناطق
الفلسطينية بخاصة ان حمام الشفاء مصمم بالأصل كحمام وحسب رأي الكثير منهن انه يختلف عن الحمامات الأخرى المبنية حديثا