" ما هو هذا المستقبل؟ وهل اقتربتُ منه شبراً واحداً وأنا أركض وراءه منذ سبعة وعشرين عاماً؟
فمتى أصل إليه؟ وأين هو؟ أهو في العام الآتي؟ أهو فيما بعد خمس سنين؟ وهل يبقى مستقبلاً
إذا أنا بلغته أم يصبح حاضراً ويكون عليّ أن أبلغ مستقبلاً آخر؟...
أيكون مستقبلي القبر؟ لقد طوّفت في الآفاق وشرّقت وغربت وأنجدت وأعرقت...
فما رجعت إلاّ بالخيبة والتعب والإفلاس . فأين أجد الهدوء والراحة من هموم العيش حتى أنصرف
إلى ما خُلقت له من الدرس والمطالعة والكتابة والتأليف؟ "
ღღღ
" تلك هي أمي التي ما نسيتها - عَلِمَ الله – أبداً, ولم أذكرها أبداً! إنها تملأ نفسي ولكني لا أجري
ذكرها على لساني . أراها في أحلامي حية فأشعر كأني عدت حياً وأهم بعناقها,
وأفتح عيني فأجد على وجهي حَرّ لطمة الدهر الساخر, ولكني أحمل اللطمة وأغضي على القذى,
ولا أخبر إخوتي بشيء لئلا أذكّرهم ما هم ناسون أو أجدّد لهم بالمصيبة عهداً,
فأهمل ذكرى أمي ويهملونه... ولعلّ كل واحد منهم يحسُّ مثلما أحس ويكتم مثلما أكتم! "
ღღღ
" يا سادة، لقد صحبت الجنديّ تلميذًا وزميلاً في التجهيز وفي الكلية الشرعيّة، وسامرته ليالي طوالاً،
وكنت معه في السفر والحضر، وفي نفسي عنه ذكريات ما كشفت لكم إلاّ طرف الطرف منها،
ولو أردت أن أسردها كلها لأبقيتكم هنا إلى الصباح. "
ღღღ
ولمزيد من الجمال دونكم كتاب [ من حديث النفس لـ علي الطنطاوي ] بنسخته الإلكترونية الأولى
فمتى أصل إليه؟ وأين هو؟ أهو في العام الآتي؟ أهو فيما بعد خمس سنين؟ وهل يبقى مستقبلاً
إذا أنا بلغته أم يصبح حاضراً ويكون عليّ أن أبلغ مستقبلاً آخر؟...
أيكون مستقبلي القبر؟ لقد طوّفت في الآفاق وشرّقت وغربت وأنجدت وأعرقت...
فما رجعت إلاّ بالخيبة والتعب والإفلاس . فأين أجد الهدوء والراحة من هموم العيش حتى أنصرف
إلى ما خُلقت له من الدرس والمطالعة والكتابة والتأليف؟ "
ღღღ
" تلك هي أمي التي ما نسيتها - عَلِمَ الله – أبداً, ولم أذكرها أبداً! إنها تملأ نفسي ولكني لا أجري
ذكرها على لساني . أراها في أحلامي حية فأشعر كأني عدت حياً وأهم بعناقها,
وأفتح عيني فأجد على وجهي حَرّ لطمة الدهر الساخر, ولكني أحمل اللطمة وأغضي على القذى,
ولا أخبر إخوتي بشيء لئلا أذكّرهم ما هم ناسون أو أجدّد لهم بالمصيبة عهداً,
فأهمل ذكرى أمي ويهملونه... ولعلّ كل واحد منهم يحسُّ مثلما أحس ويكتم مثلما أكتم! "
ღღღ
" يا سادة، لقد صحبت الجنديّ تلميذًا وزميلاً في التجهيز وفي الكلية الشرعيّة، وسامرته ليالي طوالاً،
وكنت معه في السفر والحضر، وفي نفسي عنه ذكريات ما كشفت لكم إلاّ طرف الطرف منها،
ولو أردت أن أسردها كلها لأبقيتكم هنا إلى الصباح. "
ღღღ
ولمزيد من الجمال دونكم كتاب [ من حديث النفس لـ علي الطنطاوي ] بنسخته الإلكترونية الأولى