وصدقت نبؤة وفاة التيارات الإسلامية .... قراءة في الإنتخابات البحرينية
لم نضرب الودع ولم نقرأ الغيب ولم نذهب للعرافين أو الدجالين انما استقرأنا وقاع الشارع البحريني عمدما كتبنا مقال موسوم بـ "الوفاة الإكلينكية لتيارات الإسلام السياسي" وعندها هاجمنا من هاجم واعترض من اعترض الإ أن واقع المواطن البحريني المكلوم كان ينذر بهذه الفاجعة وهي التي أدت الى خسائرة موجعة في التيار الإسلامي السني في مقابل مكاسب مؤكدة في التيار الشيعي الديني الوفاقي وهو الأمر الذي سسنتناوله بالتفصيل.
بداية يجب أن نؤكد أنه ما من منصف الإ ويدرك أن التجربة الإصلاحية الديمقراطية التي أقرها عاهل البلاد منذ توليه سدة الخلافة قد اثمرت نتائج واضحة على كافة المستويات سواء اتفقت مع طموحات البعض أو اختلفت الإ أنها وبشهادة محايدة قد نجحت وتخطت مرحلة التجربة واستقرت في حيز التدقيق والتعقيب وهو الجزء النهائي الذي يدرج في اي خطة اصلاحية الإ أنه وعلى التوازي من ذلك هناك ملاحظات يجب أن تدون وبدقة وأن تفحص فحصاً متأنياً وسنذكرها في عجالة:
• حققت الضربات الأمنية التي قامت بها وزارة الداخلية انجازاً امنياً استراتيجياً نجح على الصعيد الدولي والمحلي والإقليمي والعربي في كسب تأييد كافة الدول للبحرين في كافة الخطوات الأمنية اللاحقة الإ أن التوقيت وفق تحليلنا والذي توافق مع اراء المحللون السياسيون كان غير موفق اذ حول صناديق الإقتراع لمواجهة حاسمة وقدم الشارع الوفاقي الذي خسرته الوفاق نتيجة الأداء المتدني في الدورة السابقة هدية ذهبية لقائمة الوفاق الأمر الذ جعلها تحقق الفوز بكافة مقاعدها عكس الدوائر السنية السلفية والمنبرية التي ترنح فيها الإسلاميون ترنحاً مدوياً.
• المقاعا التي فاز بها بعض الإسلاميون بالتزكية أكدت تراجع التأييد السني للتيار الديني وبالتالي فان حسم هذه الدوائر جاء من باب المحافظة على البقية الباقية من الرموز الدينية والتي يعني سقوطها سقوط الحركة التابعة اليهم والتي يمثلون شعارها وهو ما نبهنا اليه من خطورة اللعب بالرموز الكبرى دون اعداد صفوف اخرى.
• ارتفاع وتأييد الشارع البحريني للفكر الليبرالي المتحرر والذي يشكل صحوة مستمرة في صفوف المواطنين حيث أنه لم يلتفت الى الموائد وحجم الخيام ولم يلتفت الى الوجهاء اللذين يحضرون الخيام الإ أنه التفت لقيمة المرشح الفكرية وثقله في المجتمع ثم جاءت بعد ذلك الإيدلولجيات والصفقات والأمور المعلومة سياسياً كما حدث مع منيرة فخرو وهو ما أشرنا اليه في مقال بعنوان الليبراليون قادمون.
• الإنقسام والإنقلاب الفكري الذي حدث بين جمعيتي الإصالة والمنبر بل والأكثر من ذلك التطاولات والتصريحات الصحفية التي نال كل طرف فيها من الآخر قلبت الطاولة وخسر الإثنان في معركة اثبات الوجود في قلب المواطن وهو المر الذي يشكل انتكاسة كبيرة تحتاج لجهد جبار للملمة اجزائها المتصدعة وهو ما اشرنا اليه في مقال ضرب المعارضة بالشارع السياسي.
• المشاركة الخجولة للمرآة البحرينية في الترشح سواء أكانت مستقلة أم مدعومة من جمعية سياسية أمر ما زال يؤلم التجربة الديمقراطية وخاصة أن لدينا كفاءات بحرينية قادرة على خوض التحدي والفوز فيها كما حدث في انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين للدورة 27 وفوز سيدات كأفنان الزياني وغيرها على تجار في معركة هي الأشد ضراوة من الإنتخابات النيابية.
• تغيب اسماء بعض المواطنين من كشوفات الإنتخاب في الدائرة التي اعتاد الفرد الإلادء بصوته فيها لدرجة أن يدرج الزوجة في الدائرة ولا يدرج الزوج في نفس الدائرة أمر يحتاج لنوع من المراعاة حتى لا تساير الناس أوهام وشكوك.
• الوصاية السياسية التي يفرضها البعض ويروج لها ودعونا نتكلم بصراحة فحينما تود التعبير عن رأيك – وهو حق مشروع- قالوا لك لا تتكلم أحسن الناس اللي فوق تزعل منك وقس على ذلك ولربما هو لا يعرف من هم اللي فوق الإ انه يردد كلام جُبل عليه من أزمنة انتهى اوانها يجب أن تنتهي لدرجة أن بعض المترشحين كان يقول "الحكومة تبيني انا" اعتقد أن هذا الفكر يجب أن ينتهي لأننا في دولة ديمقراطية ونحتفل بالثمرة الثالثة للمشروع الإصلاحي.
• وتيرة الطافنة التي حدثت في الدورة البرلمانية الساقة يجب أن تحسم خيوطها مبكراً من قبل الدولة كي لا تضر بالوطن والمواطن كما حدث ويجب أن تفعل الرقابة الإدارية الصحفية الهادفة لا لمصادرة الرأي الآخر ولكن لكسر شوكة الطائفية المقيتة كما يجب على الشؤون الإسلامية ان تعمل جاهدة في اخلاء ساحات المساجد من تلك الحملات الشعواء الخالية من المعنى والمضمون.
وفي النهاية اقول لجميع المشاركين لقد شاركتم في عرس جليل وأبديتم مشاعر وطنية رائدة هادفة لتطوير الوطن والمواطن فكلكم فائز وكلم مشكور على سعيه وخدمة الوطن لا تتعلق بمنصب ولا بوجاهة فمن اراد أن يخدم وطنى فليبقى مخلصاً له مساهماً في بنائه يذب عن عرضه ويدفع في ذلك الغالي والنفيس
بقلم
محمد طلعت عبد العزيز
لم نضرب الودع ولم نقرأ الغيب ولم نذهب للعرافين أو الدجالين انما استقرأنا وقاع الشارع البحريني عمدما كتبنا مقال موسوم بـ "الوفاة الإكلينكية لتيارات الإسلام السياسي" وعندها هاجمنا من هاجم واعترض من اعترض الإ أن واقع المواطن البحريني المكلوم كان ينذر بهذه الفاجعة وهي التي أدت الى خسائرة موجعة في التيار الإسلامي السني في مقابل مكاسب مؤكدة في التيار الشيعي الديني الوفاقي وهو الأمر الذي سسنتناوله بالتفصيل.
بداية يجب أن نؤكد أنه ما من منصف الإ ويدرك أن التجربة الإصلاحية الديمقراطية التي أقرها عاهل البلاد منذ توليه سدة الخلافة قد اثمرت نتائج واضحة على كافة المستويات سواء اتفقت مع طموحات البعض أو اختلفت الإ أنها وبشهادة محايدة قد نجحت وتخطت مرحلة التجربة واستقرت في حيز التدقيق والتعقيب وهو الجزء النهائي الذي يدرج في اي خطة اصلاحية الإ أنه وعلى التوازي من ذلك هناك ملاحظات يجب أن تدون وبدقة وأن تفحص فحصاً متأنياً وسنذكرها في عجالة:
• حققت الضربات الأمنية التي قامت بها وزارة الداخلية انجازاً امنياً استراتيجياً نجح على الصعيد الدولي والمحلي والإقليمي والعربي في كسب تأييد كافة الدول للبحرين في كافة الخطوات الأمنية اللاحقة الإ أن التوقيت وفق تحليلنا والذي توافق مع اراء المحللون السياسيون كان غير موفق اذ حول صناديق الإقتراع لمواجهة حاسمة وقدم الشارع الوفاقي الذي خسرته الوفاق نتيجة الأداء المتدني في الدورة السابقة هدية ذهبية لقائمة الوفاق الأمر الذ جعلها تحقق الفوز بكافة مقاعدها عكس الدوائر السنية السلفية والمنبرية التي ترنح فيها الإسلاميون ترنحاً مدوياً.
• المقاعا التي فاز بها بعض الإسلاميون بالتزكية أكدت تراجع التأييد السني للتيار الديني وبالتالي فان حسم هذه الدوائر جاء من باب المحافظة على البقية الباقية من الرموز الدينية والتي يعني سقوطها سقوط الحركة التابعة اليهم والتي يمثلون شعارها وهو ما نبهنا اليه من خطورة اللعب بالرموز الكبرى دون اعداد صفوف اخرى.
• ارتفاع وتأييد الشارع البحريني للفكر الليبرالي المتحرر والذي يشكل صحوة مستمرة في صفوف المواطنين حيث أنه لم يلتفت الى الموائد وحجم الخيام ولم يلتفت الى الوجهاء اللذين يحضرون الخيام الإ أنه التفت لقيمة المرشح الفكرية وثقله في المجتمع ثم جاءت بعد ذلك الإيدلولجيات والصفقات والأمور المعلومة سياسياً كما حدث مع منيرة فخرو وهو ما أشرنا اليه في مقال بعنوان الليبراليون قادمون.
• الإنقسام والإنقلاب الفكري الذي حدث بين جمعيتي الإصالة والمنبر بل والأكثر من ذلك التطاولات والتصريحات الصحفية التي نال كل طرف فيها من الآخر قلبت الطاولة وخسر الإثنان في معركة اثبات الوجود في قلب المواطن وهو المر الذي يشكل انتكاسة كبيرة تحتاج لجهد جبار للملمة اجزائها المتصدعة وهو ما اشرنا اليه في مقال ضرب المعارضة بالشارع السياسي.
• المشاركة الخجولة للمرآة البحرينية في الترشح سواء أكانت مستقلة أم مدعومة من جمعية سياسية أمر ما زال يؤلم التجربة الديمقراطية وخاصة أن لدينا كفاءات بحرينية قادرة على خوض التحدي والفوز فيها كما حدث في انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين للدورة 27 وفوز سيدات كأفنان الزياني وغيرها على تجار في معركة هي الأشد ضراوة من الإنتخابات النيابية.
• تغيب اسماء بعض المواطنين من كشوفات الإنتخاب في الدائرة التي اعتاد الفرد الإلادء بصوته فيها لدرجة أن يدرج الزوجة في الدائرة ولا يدرج الزوج في نفس الدائرة أمر يحتاج لنوع من المراعاة حتى لا تساير الناس أوهام وشكوك.
• الوصاية السياسية التي يفرضها البعض ويروج لها ودعونا نتكلم بصراحة فحينما تود التعبير عن رأيك – وهو حق مشروع- قالوا لك لا تتكلم أحسن الناس اللي فوق تزعل منك وقس على ذلك ولربما هو لا يعرف من هم اللي فوق الإ انه يردد كلام جُبل عليه من أزمنة انتهى اوانها يجب أن تنتهي لدرجة أن بعض المترشحين كان يقول "الحكومة تبيني انا" اعتقد أن هذا الفكر يجب أن ينتهي لأننا في دولة ديمقراطية ونحتفل بالثمرة الثالثة للمشروع الإصلاحي.
• وتيرة الطافنة التي حدثت في الدورة البرلمانية الساقة يجب أن تحسم خيوطها مبكراً من قبل الدولة كي لا تضر بالوطن والمواطن كما حدث ويجب أن تفعل الرقابة الإدارية الصحفية الهادفة لا لمصادرة الرأي الآخر ولكن لكسر شوكة الطائفية المقيتة كما يجب على الشؤون الإسلامية ان تعمل جاهدة في اخلاء ساحات المساجد من تلك الحملات الشعواء الخالية من المعنى والمضمون.
وفي النهاية اقول لجميع المشاركين لقد شاركتم في عرس جليل وأبديتم مشاعر وطنية رائدة هادفة لتطوير الوطن والمواطن فكلكم فائز وكلم مشكور على سعيه وخدمة الوطن لا تتعلق بمنصب ولا بوجاهة فمن اراد أن يخدم وطنى فليبقى مخلصاً له مساهماً في بنائه يذب عن عرضه ويدفع في ذلك الغالي والنفيس
بقلم
محمد طلعت عبد العزيز